لست أدري ما الذي أفزع السلطات وهي تكتشف رؤوسا جميلة أحمرة مذبوحة ذبحا شرعيا وفق ما يراه فضيلة الشيخ شمس الدين، والأحرى من ذلك أن ما اكتشف واعتُقد أنه لحم مفروم حميري نسبة إلى الحمير لم يخالف المواصفات والمعايير القانونية. وفرضا أن أصحاب هذه الخطوة اللاإنسانية في معتقدهم مخطئون ومجانبون للصواب إلا أنه في اعتقاد الكثيرين لحم الحمير أحسن من اللحم الهندي لاعتبارات عديدة، لعل أولاها أن الأول طازج مذبوح على الطريقة الشرعية ومكبر ومبسمل عليه والثاني مجمد لا ندري السكين ولا صاحبها كما قال فضيلة الشيخ شمس الدين، بالإضافة إلى أن الحمير من المؤمنين بالله فهي تسمع النداء للصلوات الخمس كل يوم، وتعرف شهر رمضان وكثيرا من الطقوس الإسلامية، بخلاف لحوم البقر الهندية التي أشبعت بخورا وتقديسا حتى أصبحت لا تحسن غير الخوار ومباركة المصلين والعباد بذيلها وما تنفثه مؤخراتها من مياه وعجائن مرقية ومباركة. وحتى وإن لم تتوصل الجهات المعنية بالتحقيق إلى وجهة لحوم الحمير تلك التي كفانا خيرها وشرها إخواننا الصينيون طلبا للقوة والطاقة لاستكمال مشروع طريق عمار غول إلا أنه ليس عيبا ولا حراما الاستفادة منها واستهلاكها. وبعيدا عن التفلسف كان حريا بعد اكتشافنا لوجهة تلك اللحوم الحميرية الحمراء الطازجة المسلمة التقية النقية أن نشكر إخواننا الصينيين على رحابة صدورهم واتساع بطونهم لها، ولم لا نفكر في تسليمهم مشاريع أخرى من قبيل مشروع القطط التي أصبحت شوارعنا تحن إلى سماع موائها، وإن كان ولا بد إجبار كل الجزارين في قطرنا الوطني على بيع لحم الحمير والقطط وتخصيص شهر رمضان لاستهلاكها عله يصيبنا ما أصاب الصينيين من نشاط وقدرة على العمل دون توقف، لاسيما وأن البرنامج الخماسي القادم في حاجة إلى ذلك.