تزامنت التهديدات الأخيرة لوزير التربية في الجزائر للأساتذة المتغيبين بالطرد مع موجة الحر الشديدة التي تجتاح البلاد، وهو ما فسره البعض على أنه لن يكون إلا منعكسا شرطيا لتأثير الصيام والحرارة على السيد الوزير. ولأن القبضة الحديدية أو بالأحرى شعرة معاوية بين السيد الوزير وعمال قطاعه لم تعرف وتيرة واحدة، مرة ومرة، يبدو أن السيد الوزير قد عمل بالمفهوم الأمريكي في مقارعة الخصوم عبر الهجومات الاستباقية لوأد أي فكرة أو نشاط يمثل تشويشا أو تهديدا لاستقرار القطاع الذي عرف الموسم الماضي هزات عنيفة كان سيكون لها الأثر السلبي البالغ لولا النتائج الباهرة في امتحانات شهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط على خلاف القوانين الطبيعية والفطرة. وبالتالي تهديد الوزير لا يصنف إلا في خانة التهديد من أي تفكير للأساتذة في الإضراب سيكون طريقا سريعا لإحالة هؤلاء على البطالة وتوظيف طاقات شبانية جديدة من خريجي الجامعات والمعاهد، كما فعلت ذات الوزارة ذات مرة مطلع هذه الألفية. وكما يمكن فهم التحذيرات السلطانية باسم السيد الوزير على أنها دعوة مبطنة منه للأساتذة والمعلمين على استهلال الموسم الدراسي المقبل بالإضرابات والقلاقل، لتكرار تجربة الموسم الماضي وتحقيق أعلى نسب النجاح التي لم تشهد لها البلاد مثيلا منذ الاستقلال و''داود يحب يعاود''. والأكيد أن الأساتذة والمعلمين قد فهموا الرسالة الأخيرة وقرروا مساعدة الوزير في مسعاه، وهو ما لوحت به كثير من النقابات في القطاع، وإن كان للسيد الوزير مغزى آخر غير هذا فلا مناص من التحاق الأساتذة المطرودين بهواة جمع الحلزون أو ''البوجغللو'' لتصديره إلى إيطاليا عبر تونس، وربما يكثر الإنتاج مع تظافر جهود الأساتذة المسرحين وعصابات تهريب الحلزون ليصبح الحلزون الجزائري في مصاف المقايضة مع لحم البقر الهندي المجمد، وتلك حسنة من حسنات بن بوزيد التي لن ينساها له زميلاه في الحكومة بن بادة وبركات.