لا تختلف سلطنة عمان عن غيرها من البلدان العربية والإسلامية في عادات وطرق الاحتفال بشهر رمضان المعظم. مع اليوم الأول لهذا الشهر يطلق مدفع الإفطار طلقاته، لكنه يصوم بقية أيام الشهر، ويبقي أذان المغرب وحده معبرا عن موعد الإفطار للصائمين في جميع أنحاء السلطنة. وتبدي الحكومة العمانية اهتماما كبيرا في التيسير على مواطنيها وبالذات من العاملين في الجهات والمؤسسات الحكومية، حيث يقتصر الدوام الرسمي أثناء شهر رمضان على 4 ساعات، بدلا من 6 ساعات وهي مواعيد العمل اللائحية والقانونية المتفق عليها في كل الجهات التابعة للدولة أوالحكومة العمانية. وفي هذا الخصوص يذيع التلفزيون العماني فقرات وبرامج ومنوعات خاصة خلال هذا الشهر وتبدأ غالبية هذه الفقرات بالأمسيات الدينية سواء لتلاوة آيات من الذكر الحكيم، أو لاستعراض وشرح بعض القضايا الدينية الجديدة، والإجابة على بعض الأسئلة الفقهية المرتبطة بشروط الصيام، وفضائله، وما يبيحه الإسلام للمرضي والمسافرين من الصائمين. أما النوع الآخر من البرامج فتكون مرتبطة بالفقرات الخفيفة والفكاهية والمسابقات وغيرها من الفقرات المحببة في هذا الشهر بصفة خاصة. وعادات شهر رمضان في السلطنة تكتسب طبيعة خاصة ومميزة حتى وإن اتفقت أو تشابهت مع غيرها من البلدان العربية والإسلامية في هذه المظاهر والعادات فهناك المسحراتي الذي يوقظ الناس بعد الثانية من منتصف الليل تمهيدا لتجهيز، ثم تناول طعام السحور، ويتكون هذا الطعام من اللبن والأرز، وغيرها من المأكولات، أما طعام الإفطار فيبدأ كالعادة بالتمر المنقوع منذ الصباح ثم يؤكل «الهريس» وهو مكون من القمح، ويؤكل معه اللحم بالأرز، ويلي الإفطار مباشرة تناول أنواع كثيرة من الحلويات مثل «الكراميللا» ويرافقها من الفواكه كل من المانجووالبرتقال والموز والأخيرة فاكهة محببة ومفضلة عند الكثيرين. وفي صور جميلة وطيبة من صور التكافل والتضامن الاجتماعي الذي حرصت عليه الشريعة الإسلامية الغراء تستضيف العائلات الثرية أوالأغنياء العديد من الناس من البسطاء، وتتم هذه الموائد الكثيرة طوال شهر رمضان في عدد من المساجد في كل ولاية، حيث توزع أطعمة ومأكولات ومشروبات يتبرع بها الأغنياء والقادرون، وأهل الخير، وهو ما يعكس صفة الكرم التي تتصف بها الشعوب العربية. ومن الأمور التي تشتهر بها غالبية القبائل في سلطنة عمان تلك المجالس التي يعقدها مشايخ، وزعماء القبائل ويتحدثون فيها في مختلف الأمور الدينية والاجتماعية، كما يلجأون إلى أوقات من السمر يسلوفيها الأطفال، والشباب، ويتسامرون وبصفة خاصة في المساء، وبالتحديد بعد صلاة التراويح التي يحرص عليها الغالبية العظمي من الشباب والكبار على حد سواء في سلطنة عمان. أما في الأندية الرياضية أو مراكز الشباب العمانية فتتحول خلال شهر رمضان الكريم إلى خلية نحل تعج بالنشاط والحيوية، وتمتلئ بالانشطة الدينية، والثقافية، والروحية، وتعقد فيها الأمسيات الشعرية، كما يلقي فيها الأدباء والشعراء الشباب عددا من قصصهم القصيرة وأشعارهم والتي يتولاها آخرون بالنقد والتحليل من الناحية الفنية. وفي المساء وتحت الأضواء الكاشفة يمارس الشباب والأطفال ألواناً عديدة من الرياضة مثل كرة القدم والسلة والطائرة، وسباق الجري والعدو وغيرها.