كشفت مصادر ذات اهتمام أمني عودة الاتصالات الجزائرية مع فرنسا من جديد بشأن شراء فرقاطات مجهزة بأنظمة صواريخ مضادة للغواصات. وأوضحت أهم أسباب وقف استكمال الصفقة، التي أبدى فيها مؤخرا الطرف الفرنسي مرونة بعض الشيء، بعد لجوء الجزائر إلى كل من ألمانيا وإيطاليا للتزود بنفس النوع من الأسلحة. تجري الجزائر مفاوضات مع مصنعي نفس النوع من الفرقاطات بإيطاليا وألمانيا، ويرتقب أن يتم دعم قواتها البحرية ب 6 نماذج منها خلال العام المقبل. وأفاد نفس المصدر حسب ما ذكرته جريدة ''الشرق الأوسط''، بأن اتصالات جارية حاليا بين الحكومتين الجزائرية والفرنسية في إطار مشروع صفقة بدأ التحضير لها عام ,2007 وتتعلق ببيع الجزائر 6 فرقاطات من نوع ''فرام'' مجهزة بأحدث أنظمة صواريخ أميركية مضادة للغواصات. وتوقفت المحادثات حول الصفقة بين الجانبين في نهاية ,2008 بسبب تحفظ الجزائر على بيع فرنسا فرقاطة ''فرام'' واحدة للمغرب. أما السبب الثاني لتوقف الاتصالات، يتعلق بعدم موافقة الجانب الفرنسي على شرط جزائري يخص تعهد الفرنسيين بإقامة ورشتين لبناء فرقاطتين من 6 بالجزائر، وأن تتكفل البحرية الجزائرية بتكوين أطقم البوارج وليس الطرف الشريك. ويعكس هذا الشرط، حسب المصدر ذاته، رغبة البحرية الجزائرية في الاستفادة من تكنولوجيا بناء البواخر الحربية. أما الصفقة المرتقبة المقدرة بنحو 4 ملايين أورو، فتندرج في إطار تحديث الأسطول البحري الحربي الجزائري، وتعزيز قدراته في الردع المضاد للغواصات. وأضاف المصدر أن اللواء أحمد صنهاجي، أمين عام وزارة الدفاع، يشرف بنفسه على الملف، وأجرى اتصالات مع أمين عام الرئاسة الفرنسية كلود غيان، وقائد أركان الجيوش الأميرال إدوارد غويللو. وأوضح أن تجدد الاتصالات يعود إلى ''مرونة'' أبدتها الحكومة الفرنسية إزاء شروط الجزائر، ويعود ذلك بدوره إلى خشية الفرنسيين من ضياع الصفقة من أيديهم على خلفية دخول الإيطاليين على الخط. واقترحت ألمانيا على الجزائر بيعها نفس النوع من الفرقاطات، وأعلنت استعدادها لتلبية كافة شروطها، وتم ذلك خلال زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للجزائر في جويلية .2008 وزار اللواء صنهاجي مواقع تصنيع ''فرام'' بمنطقة ترياستي الإيطالية بجبال الألب في خريف العام الماضي، على رأس وفد عسكري هام. وأجرى مباحثات مع مسؤولي مجموعة ''فيكانتيري'' التي تصنع الفرقاطات العسكرية. وكتبت الصحافة الإيطالية نقلا عن مصادر قريبة من مصانع إنتاج العتاد الحربي، بأن الجانبين اتفقا مبدئيا على بيع 6 فرقاطات قبل نهاية .2010 لكن المصادر التي صرحت ل ''الشرق الأوسط'' نفت أي تعهد رسمي في هذا الإطار من جانب الجزائر، واستبعدت أن يكون الموضوع محل مباحثات بين الرئيس بوتفليقة ورئيس الحكومة الإيطالية سيلفيو برلسكوني خلال الزيارة التي ستقوده إلى الجزائر في أكتوبر المقبل. وفي إطار التعاون مع إيطاليا، أعلن العام الماضي أنه سيتم دعم قوات الأمن الجزائرية ب 100 طائرة مروحية من طراز ''إيه ''109 و''إل يو إتش'' و''آي دبليو ,''139 وهي من إنتاج شركة ''أوغستا ويست لاند''، وجاء ذلك بموجب اتفاقية ثنائية تم الكشف عنها خلال زيارة الوفد العسكري الجزائري إلى إيطاليا.