طالب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في نزاع الصحراء الغربية كريستوفر روس وبعض العواصم الأوروبية جبهة البوليساريو بتأجيل انعقاد مؤتمرها العام لتفادي مصادقته على توصية باستئناف القتال وأن من شأن التأجيل فسح المجال أمام مفاوضات مستقبلية حول ملف الصحراء الغربية وكشفت صحيفة ''القدس العربي'' اللندنية نقلا عن مصادر قريبة من الأممالمتحدة قولها: ''إن الدبلوماسي الأمريكي كريستوفر روس قد طلب من جبهة البوليساريو التريث في عقد المؤتمر الثالث عشر الذي كان مرتقبا لشهر أكتوبر المقبل إلى الشهور المقبلة وأن الجبهة استجابت للطلب''. ويبدو أن الطلب نفسه قد جاء من عواصم أوروبية وخاصة مدريد التي تهتم بهذا النزاع بحكم طبيعتها كقوة استعمارية في الصحراء. وفي ذات السياق أكد كاتب الدولة الإسباني المكلف بأمريكا اللاتينية خوان ''بابلو دا لاغليسيا'' في وقت سابق أن اسبانيا تؤيد مبدأ تقرير المصير للشعب الصحراوي، و أردف يقول إن ''بقاء الوضع على حاله ليس مقبولا. وتظل اسبانيا ملتزمة بالمساهمة في إيجاد حل لهذا النزاع''. وأشار المسؤول الاسباني إلى أن بلده يمنح ''دعمه التام للممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس وللأعمال التي يؤديها لتحقيق تقدم في مسار البحث عن حل مستديم للنزاع. وأبرزت مصادر قريبة من الأممالمتحدة إلى أن انعقاد المؤتمر الثالث عشر في هذه ''الظروف المتشنجة التي يمر بها ملف نزاع الصحراء الغربية سينتهي بدون شك بالدعوة إلى استئناف الحرب لاسيما وأن زعيم البوليساريو محمد عبد العزيز وقادة آخرين قد هددوا بهذا التوجه القتالي في تصريحاتهم الأخيرة''. وأضافت ''أن التأجيل سيساهم في تهدئة الأوضاع نسبيا وجعل الأطراف المعنية تبحث عن أرضية للتفاهم''. وكان المؤتمر الثاني عشر الذي انعقد خلال ديسمبر 2007 في منطقة تافاريتي في الصحراء الغربية تحت عنوان ''كفاح شامل لفرض السيادة والاستقلال الكامل'' قد انتهى بتوصيات متعددة أبرزها الاجتماع مجددا للبث في استئناف القتال إذا ما فشلت المفاوضات التي كان يشرف عليها وقتها المبعوث الأممي السابق بيتر فان والسوم. وأمام التعنت المغربي وتحايله على الشرعية الدولية أكد الرئيس محمد عبد العزيز الأمين العام لجبهة البوليساريو في وقت سابق أنه بالرغم من الإخفاقات المتتالية لجهود المنتظم الدولي، لكن المخرج التفاوضي يظل ممكنا عبر ممارسة ''عقوبات'' على النظام المغربي على غرار تلك التي فرضت من قبل على نظام الابرتايد بجنوب إفريقيا. يشار أيضا إلى أن المغرب ضم الصحراء الغربية، المستعمرة الاسبانية سابقا، عام 1975 وهو يقترح أن تمنح حكما ذاتيا واسعا لإنهاء النزاع فيها، لكنه يرفض استقلالها خلافا لما تطالب به جبهة البوليساريو التي تصر على مبدأ حق تقرير المصير.