كيف ما كانت النهاية المهم أن مسلسل سعدان انتهى ، لنجد أنفسنا أمام مسلسل جديد بطله عبد الحق بن شيخة الذي جاء ليضمد بعض الجراح التي عجز الشيخ عن تضميدها وليؤكد أن الجزائر لها من الأسماء ما يغنينا عن الأسماء الأجنبية . بن شيخة الذي عين على رأس العارضة الفنية للمنتخب الجزائري، تضاربت الآراء حوله سواء على المستوى الإعلامي أو الجماهيري ، إلا أن جو الارتياح و التفاؤل هو الغالب بين مختلف الأجواء التي تسود الوسط الرياضي الجزائري ، ولعل مرد هذا يعود إلى إيمان الجميع بأن بن شيخة سيبتسم في وجه اللاعب المحلي الذي عان من التهميش في عهد سعدان . و عندما نقول اللاعب المحلي فإننا نشير إلى تلك الأسماء التي إستحقت و بتزكية الجميع وجودها في الكتيبة الخضراء إلى أنها وقعت ضحية مشاكل شخصية مع الناخب السابق أو لطغيان مصطلح هو الحقرة في ظل الدكتاتورية التي تقدر اللاعب الأجنبي كيف ما كان حتى لو كان حبيس مقاعد البدلاء . فمجيء بن شيخة معناه انبثاق رؤية إستراتيجية جديدة و ثورة فاعلة على مستوى المنتخب الوطني و التي ستنطلق بالتأكيد تحت مبدأ نعم للاعب المحلي دون إقصاء الأجنبي والبقاء للأفضل ، فإن كان تفضيل سعدان للاعب الأجنبي على المحلي باعتبار الأول ينشط مع الأندية الكبيرة و ينافس كبار اللاعبين ، إلا أننا كنا ندرك أن هؤلاء اللاعبين لا يأخذون من نصيب المباريات إلا دقائق معدودات هذا إن أخذوا أصلا ، ولو جمعنا هذه الدقائق للاعبينا في مبارياتهم طيلة الموسم فهي بالكاد تعادل الدقائق التي يلعبها لاعب واحد فقط مثل ميسي أو غيره الكثير . كما أنهم يكتفون بمشاهدة كبار اللاعبين من على كرسي البدلاء عوض أن ينافسونهم في المستطيل الأخضر ، هذا هو بإختصار اللاعب الأجنبي الذي فضله سعدان عن اللعب المحلي . فالعبرة ليست أين أكون بل كيف أكون وهذا ما يحب على بن شيخة أن يلقنه لأبنائه الجدد ليرسم لهم الصورة الحقيقية للاعب الذي يستحق تواجده في المنتخب و يسعى لتأكيد وجوده باستمرار . بن شيخة سيكون مجبرا على تدعيم الخضر باللاعبين المحليين و ذلك من جهتين ، الأولى هي عاطفته التي ستشده نحو اللاعب المحلي بإعتبارة عاش تجربة مع المنتخب الوطني للمحليين ، ومن جهة ثانية ضغط الجماهير و الأصوات المطالبة بحق اللاعب المحلي في المنتخب الوطني ، ضغوطات ، بن شيخة هو في غنى عنها وهو في بداية مسيرته مع المنتخب الوطني . فكل المؤشرات تأكد لنا أن عهد اللاعب المحلى قد آن . ولعل المستوى الملفت الذي ظهر به لاعبو فريق شبيبة القبائل ووفاق سطيف خلال المنافسة القارية جعل سعدان يستفيق من سباته و يكتشف انه أخطأ في حق اللاعب المحلي بإستبعاده من المنتخب ، و لأننا نتعلم من أخطاء غيرنا بات لزاما على بن شيخة أن يتفطن لخطأ سعدان و أن يقولها بصوت عالي نعم للاعب المحلي .