كشف البروفيسور نافتي، رئيس مصلحة الأمراض الصدرية في تصريح ليومية ''الحوار''، أن الجمعية الجزائرية للأمراض الصدرية والتنفسية وفي إطار سياستها المعتمدة للحد من انتشار التدخين في المجتمع، تعمل على إنشاء أقسام نموذجية دون تدخين عبر مختلف المدارس على غرار مشروع جامعة دون تدخين الذي انطلق منذ سنتين، وبما أن الوقاية تبدأ من القاعدة وأمام الانتشار الكبير للتدخين في الوسط المدرسي الذي تقدر نسبته في الأطوار الثلاثة ب42 بالمائة، فإن الحاجة أصبحت أكثر من ملحة لدق ناقوس الخطر والتركيز على فئة الأطفال المتمدرسين. تشير الأرقام الرسمية إلى خطورة انتشار ظاهرة التدخين عند الأطفال، حسب البروفيسور نافتي الذي ذكر أن التحقيق الميداني الذي أنجز من طرف الجمعية التي يترأسها على مستوى عينات من مدارس العاصمة في الأطوار الثلاثة كشف بأنه في الطور الأول هناك ما بين 3 إلى 5 بالمائة من المتمدرسين يدخنون وفي الطور الثاني 12 بالمائة من التلاميذ يدخنون أما في الطور الثالث فهناك 27 بالمائة من التلاميذ يدخنون. وحذر البروفيسور من ''خطورة الأوضاع إذا ما استمرت الأمور على حالها ولم تتخذ التدابير الوقائية الضرورية'' لمجابهتها، حيث أصبح من الضروري اعتماد سياسة وقائية للحد من انتشار التدخين في الوسط المدرسي وإعطاء تعليمات لمدراء المدارس بفرض عقوبات صارمة على من يدخنون سواء الأساتذة أو التلاميذ فإذا كان الأستاذ يدخن فهو يشكل مثالا سلبيا للطفل الذي لا يرى مانعا من تجريبه بما أن من يكبره سنا لم يجد حرجا في التدخين أمامه وحتى داخل القسم كما يتوجب على مدراء المدارس منع تواجد طاولات بيع التبغ أمام بوابات المدارس وهي الصورة التي أصبحت مألوفة جدا خاصة أمام الثانويات والمتوسطات. تنظيم أيام تحسيسية داخل المدارس دعا البروفيسور سليم نافتي الأساتذة إلى إعطاء التلميذ نموذجا إيجابيا بامتناعهم عن التدخين على الأقل داخل محيط المدرسة كما طالب بضرورة أن يخصص كل أستاذ مدة زمنية بين الحين والآخر لتبيان أخطار التدخين على صحة الإنسان أو تنظيم أبواب مفتوحة ومعارض داخل المدارس والاستعانة بأطباء ومختصين لتقديم شروحات أفضل وأكثر دقة للتلاميذ، وكذلك الإجابة عن استفساراتهم المختلفة، وهو ما يدفع الطفل إلى التفكير مليا قبل اتخاذ قرار بتجريب سيجارة واحدة. ومن خلال الدراسة التي قامت بها الجمعية الجزائرية للأمراض الصدرية والتنفسية برئاسة الدكتور نافتي كشف هذا الأخير أن النتائج التي توصلت إليها الجمعية كانت خطيرة جدا وكشفت عن تزايد ملحوظ في عدد الأطفال الذين يتناولون السجائر بشكل يومي عند مداخل المدارس والثانويات عبر الوطن. ورغم أن وزارة التربية عقدت اتفاقيات مع وزارة الصحة لدرء خطر السجائر عن تلاميذ المدارس، إلا أن الواقع أثبت أن اكبر خطة يمكن اعتمادها للقضاء على ظاهرة تدخين تلاميذ المدارس هي الوقاية والتحسيس. س.ح