تواصل جمعية شريان الحياة، للسنة الثانية على التوالي، ومنذ نشأتها، الاحتكاك بالشباب في المدن والأحياء الشعبية وحتى مراكز العلاج من المخدرات، من خلال توغلها في المجتمع ورصد الحالات وتوجيهها بطرق مختلفة ضمن أهداف سامية تسعى للقضاء والتقليل من ظاهرة تعاطي المخدرات في الوسط الشباني. بدأت جمعية شريان الحياة نشاطها، منذ مدة قصيرة، في ميدان العمل الاجتماعي، حيث حملت على عاتقها، حسب رئيستها السيدة ''صبرينة. ل''، مسؤولية توعية الشباب وتحسيسهم بخطورة الآفات الاجتماعية المختلفة التي تتربص بهم. واختارت الجمعية مدينة تيبازة لتبدأ نشاطها التوعوي، حيث فضلت اختراق فئة الشباب المدمن وإجراء تحقيقات شاملة عن الأسباب التي دفعتهم الى دخول عالم المخدرات ومحاولة إيجاد الحلول الكفيلة بإخراجهم من هذه الدوامة التي اتسع نطاقها وسط المجتمع وسجلت نسبة كبيرة من المدمنين من مختلف الفئات والأعمار في جهات واسعة من الوطن. التركيز على المراهقين من الأولويات وحسب رئيسة الجمعية فإن الأهداف المسطرة للمرحلة القادمة تركز على استهداف فئة المراهقين في الوسط التربوي وخارجه في محاولة لإبعاد أكبر قدر ممكن من الشباب عن المخدرات وما ينتج عنها. وتعمل جمعية ''شريان الحياة'' حاليا على التحضير لانطلاق حملتها الاولى لمكافحة المخدرات في الوسط الشباني من خلال طبع كتيبات ومطويات وملصقات جدارية توزع على نطاق واسع في الأماكن العامة التي يكثر تواجد الشباب فيها مثل المقاهي وقاعات الانترنت ودور الشباب والرياضة، بالإضافة الى الثانويات والمتوسطات التي تثير الكثير من المخاوف لسهولة انسياق المراهقين وسرعة تأثرهم بالمحيط وكذا الفضول الذي يدفعهم الى تجريب هذه الأنواع من السموم على سبيل التقليد، كما تسعى الجمعية لطرح أشرطة سمعية توعوية لحث الشباب على الابتعاد عن المخدرات. وتؤكد رئيسة الجمعية أن الملصقات والمطويات أثبتت نجاعتها في الوصول الى فئات شبانية مختلفة وتنبههم إلى خطورة الآفات الاجتماعية المختلفة التي تترتب عن تعاطي المخدرات. المخدرات بوابة لجرائم أخطر يعتبر استهلاك المخدرات، حسب رئيسة الجمعية، بوابة ومقدمة لعديد من المشاكل التي نسمعها ونراها يوميا تملأ أروقة المحاكم وشوارع المدن، حيث تمهد المخدرات لاستشراء آفات خطيرة أخرى داخل المجتمع كالسرقة والاغتصاب وأعمال العنف المختلفة. وتؤكد رئيسة الجمعية أن الهدف من إنشاء الجمعيات هو محاربة الآفات الخطيرة التي تنخر المجتمع ومن أجل القيام بدورنا على أحسن وجه يجب أولا أن نعمل على تجفيف منابع الجرائم، من خلال العمل على محاربة المخدرات وطرق انتشارها والحرص من خلال إجراء حملات تحسيسية تبدأ من المدرسة بالتعاون مع المعلمين والمربين وتنتهي بالأسرة التي يجب ان تقوم بالدور المنوط بها من خلال إبعاد أبنائها قدر المستطاع عن بؤر الإدمان وتحمل مسؤوليتها كاملة في سبيل الحفاظ على أفرادها من خطر الآفات الاجتماعية المختلفة والعمل على الحفاظ على تماسكها. فقد أثبتت التجارب أن الأسر المفككة كانت عاملا أساسيا لدخول الشباب والمراهقين الى عالم المخدرات. وتؤكد رئيسة الجمعية أنه يجب تكثيف الجهود المشتركة بين الأسرة والمدرسة والجمعيات الناشطة في المجال الاجتماعي على محاربة ظاهرة استهلاك المخدرات في الوسط الشباني مع التركيز على فئة المراهقين وطلاب المدارس الثانوية والمتوسطات، حيث رأت أنه من الضروري تكثيف الجهود من أجل محاربة هذه الظاهرة التي باتت تشكل خطورة ولم تعد تقتصر على فئة معينة بل شملت كلا الجنسيين وأدت الى انتشار مفزع للظاهرة وسط الفئات المتمدرسة. وقد أخذت الجمعية على عاتقها مسؤولية تنظيم نشاطات توجه خصيصا لهذه الشرائح التي مازال الأمل قائما في إمكانية تنبيهها لخطر المخدرات وإبعادها عن هذا الطريق الذي ينتهي في الغالب بصاحبة الى متاهات الإدمان وما ينجر عنها من جرائم مختلفة. س.ح