يغيب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة عن القمة ال 13 للفرنكفونية المقررة اليوم وغدا الأحد في مونترو (سويسرا) بمشاركة حوالي 40 رئيس دولة وحكومة، وسيتم من خلالها تناول إلى جانب قضية اللغة الفرنسية، موضوعي الحوكمة الدولية والأمن في منطقة الساحل الإفريقي. وقال جان بيار رافاران الممثل الخاص للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لشؤون الفرنكوفونية إن المنظمة ستسعى في قمتها 13 إلى بحث ''قضايا الحوكمة الدولية وأن تؤدي دورا سياسيا أكبر''. وحسب المنظمين فإن مشاركة الرئيس المالي أمادو توماني توري في مونترو باتت مؤكدة، بالإضافة إلى رئيس وزراء النيجر الانتقالي محمدو داندا، ويغيب الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز ونظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. وسيمثل الجزائر، التي لا تعتبر عضوا في المنظمة لكنها مدعوة إلى القمة، رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح. وقال رافاران ''هناك تعبئة ليكون هناك وعي عام للخطر الإرهابي وأن تبدو الفرنكوفونية متحدة إزاء هذه المسائل''، موضحا أنه ''من المستحب الاستفاضة في المباحثات حول هذه المواضيع''. من جهته، اعتبر ضيوف السنغالي أنه ''إذا لم تعمل جميع دول المنطقة معا من أجل مواجهة هذه القضايا فإن الإرهابيين سيفلتون دائما من أيدينا''. ومن المفترض أن يتناول القادة، الذين سيعقدون اجتماعات مغلقة، الشؤون القضائية وضبط الأنظمة الاقتصادية والمالية وإصلاح صندوق النقد الدولي والأمم المتحدة، ولاسيما للمطالبة بتمثيل إفريقيا في مجلس الأمن الدولي. وسيتم تناول مسألة أمن منطقة الساحل ومكافحة تنظيم قاعدة المغرب الذي يحتجز خمسة رعايا فرنسيين واثنين آخرين من مقدغشقر وتوغو في مالي بعد أن خطفهم في النيجر. أما المواضيع الأخرى المثيرة للقلق التي سيتباحث فيها القادة الفرنكوفونيون فيتصدرها موضوع اللغة الفرنسية التي يستخدمها 220 مليون شخص في العالم لكنها تشهد تراجعا ملحوظا في الهيئات الدولية، وهناك أيضا موضوع البيئة والتحديات البيئية قبل أسابيع من انعقاد قمة كانكون. وسبق للرئيس بوتفليقة المشاركة في قمتين اثنتين سنتي 2002 و2004 بصفته أول رئيس جزائري يشارك في هذه التظاهرة، لكن بصفة ملاحظ مدعو، ما جعل فرنسا على لسان ساركوزي تدعو الجزائر للانضمام إلى الدول الأعضاء في المنظمة الدولية للفرنكوفونية. وتراهن فرنسا كثيرا على انضمام الجزائر إلى المنظمة، حيث يعتبر المحللون الفرنسيون أن نضج المجموعة وتدعيم مكانة الفرنسية كلغة ومنهج للحياة لم يكتمل بعد عبر العالم في غياب انضمام الجزائر ''ثاني أكبر بلد فرنكوفوني'' بعد فرنسا (من حيث عدد السكان الذين يحسنون الفرنسية) بتقديرهم، الشيء الذي تراه الجزائر من منظور آخر تماما، ذا علاقة وطيدة بالماضي الاستعماري لفرنسا وتاريخها الأسود في الجزائر، حيث سبق للرئيس بوتفليقة أن بيّن في قمة بيروت أن ''الجزائر دفعت الثمن باهظا من أجل استرجاع هويتها ولغتها''. وتنعقد القمة ال13 لرؤساء الدول والحكومات التي تقتسم الفرنسية كلّغة (55 دولة وحكومة منظمة تحت لواء الفرنكوفونية) بسويسرا، وقد انعقدت القمة سنة 2008 ال 12 بمقاطعة كيبيك الكندية من 17 إلى 19 أكتوبر، ولم تشارك الجزائر كمدعو ملاحظ إلا في قمتي بيروت وواقادوقو.