اعتبر، أمس، وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال موسى بن حمادي بوهران أن تطوير تكنولوجيات الإعلام والاتصال شرط أساسي لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية بإفريقيا. وأوضح بن حمادي خلال تدخله بمناسبة افتتاح المؤتمر الدولي الثاني حول تطوير استراتيجيات تكنولوجيات الإعلام والاتصال أن ''تحسين هذا المجال يعد من بين الرهانات الأكثر إلحاحا لإنعاش التنمية وتحسين ظروف معيشة الشعوب في إفريقيا''. واعتبر الوزير أن التعاون الدولي والقاري في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال لا يتأتى دون إيلاء الاهتمام الكبير للعامل البشري ومسائل نقل التكنولوجيا، مشيرا إلى أن الانشغال الراهن يكمن في العمل على تقليص الفجوة الرقمية التي تشهدها إفريقيا اتجاه القارات الأخرى وكذلك ما بين بلدانها. وأبرز بن حمادي أهمية التضامن والتعاون بين الحكومات من أجل سد هذه الفجوة الرقمية ولتحقيق تنمية متناسقة وعادلة ومنصفة للجميع وفي ظل احترام مبدأ المساواة والتعدد اللغوي والثقافي للشعوب والحفاظ على موروثها الثقافي. وتطرق الوزير إلى التجربة الجزائرية في توطيد مجتمع المعلومات وكذا إقامة اقتصاد قائم على المعرفة من خلال أعمال ملموسة ترتكز على تعميم استعمالات تكنولوجيات الاعلام والاتصال وجعلها في قلب عمليات عصرنة الإدارة وجزءا لا يتجزأ من برامج التنمية الشاملة والمستدامة. وثمن في هذا الإطار مشروع إنجاز وربط شبكات الطرق السريعة للمعلومات على غرار إقامة شبكة الألياف البصرية التي ستربط مستقبلا الجزائر العاصمة بأبوجا، إلى جانب إنشاء ركيزة استناد حقيقية قادرة على نقل المعلومات بسرعة كبيرة وعملية تثبيت مدار القمر الصناعي ''راسكوم'' الذي يعمل على تعزيز قدرات الاتصال البينية الإفريقية. وأضاف في ذات السياق أيضا أنه تم دمج مشروع الألياف البصرية من الشمال إلى الجنوب ضمن مشروع الطريق العابر للصحراء، موضحا ''أن المشروعين متكاملان ويندرجان إلى جانب مشروع الربط بأنبوب الغاز الجزائر لاغوس في إطار تجسيد الأهداف المسجلة في مبادرة الشراكة الجديدة للتنمية في إفريقيا النيباد''. وفي سياق التفتح على شبكتي الهاتف والأنترنيت ينتظر أن يتم خلال الأشهر القليلة المقبلة وضع خط بحري ثالث مع أوروبا سيتم إنجازه تحديدا بين وهران واسبانيا، مشيرا إلى أهمية وضع الألياف البصرية العابرة على مستوى الطريق السيار شرق غرب تعزيزا لمسار بناء المغرب العربي.