أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية عن اعتقالها 85 مشتبها بهم في قضايا الإرهاب منذ العام الحالي، وذلك في وقت لا يزال فيه خمسة من رعاياها اختطفوا في 16 من سبتمبر الماضي رهائن عند الجماعات الإرهابية. وأوضح وزير الداخلية بريس هورتفو أول أمس أنه تم القبض على اثنين يشتبه بعلاقتهما بجماعات إرهابية، قائلا في هذا الشأن ''تم القبض على شخصين بسبب صلتهما بمنظمة إجرامية تهدف القيام بعمل إرهابي''، وبين أن عناصر الأمن الفرنسية المختلفة قد اعتقلت 85 مشتبها به في قضايا مماثلة منذ بداية العام الجاري وأن 27 من المعتقلين لازالوا قيد الاحتجاز. واتخذت باريس إجراءات أمنية وقائية لمواجهة أي خطر إرهابي، بعد تلقيها في 20 سبتمبر الماضي معلومات استخباراتية من إحدى دول المغرب العربى والمرجح أنها الجزائر تفيد بإمكانية وقوع اعتداءات إرهابية في قطاع النقل الفرنسي تقف وراءه امرأة منتمية إلى جماعات إرهابية. وقامت الشرطة الفرنسية سبتمبر الماضي بإخلاء محطتي سان لازار وسان ميشال وسط باريس وبرج ايفل الشهير إثر تلقيها معلومات حول وجود قنابل فيهما. إلى ذلك، تبقى السلطات الفرنسية تتكتم عن أي اتصالات تجريها مع التنظيم الإرهابي المسمى ''القاعدة في بلاد المغرب'' الذي اختطف في 16 من سبتمبر الماضي خمسة فرنسيين وطغولي وآخر من مدغشقر من أمام منزلهم في أرليت شمال النيجر، وتم نقلهم بعدها إلى تلال تيميترين الصحراوية في شمال شرق مالي البعيدة بمسافة 100 كلم عن الحدود الجزائرية. ورغم مرور أكثر من شهر وعشرين يوم عن اختطاف الرهائن السبعة إلا أن باريس تقول إنها لم تتلق إلى اليوم أي اتصال مباشر مع الإرهابيين، رغم إعلانها الصريح عن استعدادها للتفاوض معهم من أجل الإفراج عن المختطفين، إلا أن مراقبين للوضع يؤكدون أن نظام نيكولا ساركوزي يحاول أن يبقي اتصالاته مع التنظيم الإرهابي سرية لأبعد الحدود حتى لا يؤثر ذلك على سمعة فرنسا السياسية، وحتى لا يتعرض المخطوفون للإعدام مثلما حدث الصيف الماضي مع مواطنها ميشال جرمانو الذي تم إعدامه من قبل التنظيم الإرهابي ذاته.