إلى عهد قريب كان مجرد التفكير في الخروج عن طاعة الشيخ وعهد الولاء، في عرف التيارات الإسلاماوية، يعد ضربا من الخيال الذي يصنف أوتوماتيكيا في خانة الخيانة وزمرة الردة، المهدورة الذمة والمال وربما الدم. نشرت اليوم جمعية العلماء المسلمين بيانا إشهاريا تضمن نتائج مؤتمر الجمعية والذي انبثقت عنه قيادة وطنية، بعد أن سارت أشغال المؤتمر في هدوء وسكينة الرجال الأقحاح، ووقار العلماء. وحضرته نخبة من الوجوه التي تركت بصماتها في تاريخ البلد والأمة، من رؤساء ووزراء وعلماء، لأنه وببساطة في حضرة بيت العلم والتربية والدين، ترفع كافة ''البرنيطات''، وألوان الطيف السياسوي إلا ألوان هذا البلد الذي لا نزايد ولا نريد أن يُزايد علينا بحبه، وكان لهم ذلك، لأنهم كانوا أوفياء لروح الأمة التي جسدها الشيخ بن باديس، رفقة ثلة من المشايخ رحمهم الله جميعا. حال جمعية الإرشاد والإصلاح محزن إلى درجة الرثاء، فما عادت الدار بعد بانيها دارا، أذكر أنه في ثمانينيات القرن الماضي، كان الشيخ بوسليماني حريصا على دروسه التوعوية في الجامعات، والأحياء الجامعية، وكان متفتحا على انتقادات الرفاق والمعارضين بكل عفوية وخفة الروح المعروف بها، وكان يتحاشى رحمه الله، فعل ساس، يسوس، سياسة، لأنها أينما حلت تسوس عقول البشر. ترك الشيخان رحمة الله عليهما مؤسستين قائمتين، إحداهما في السلطة والأخرى في القاعدة، واحدة اختارت دراسة أحكام وتغيرات فعل ساس، بينما تفرغت الأخرى إلى التربية والتكوين والعمل الخيري، وفي كل خير إلى أن يثبت العكس. وها هم أبناء الحركتين المطلقتين، طلاقا إما خلعا أو بالتراضي، الله أعلم بما حدث أثناء مجلس الصلح، يأخذ كل منهما حظه من هراوات فعل ساس، من واقعة القاعة البيضوية بين شيعة مناصرة، وشيعة سلطاني، الذي أخاط البردة بخيط يكون قد استعاره من بيت التحالف، بعد أن كاد مؤتمر الحركة أن يلد مخلوقا برأسين، لكن جمعية الإرشاد قد خرجت من مؤتمر حمس حبلى، بعد أن ضاجعها طيف السياسة ورئاسيات ,2009 فحملت حملها دون أن تدري، وولد بالقزول والمارطو مخلوق برأسين، أحدهما هواه بحيدرة والآخر ببئر خادم، وفي انتظار فتوى من قاهرة المعز تجيز هذه الزيجة المشبوهة، أو تبطلها، ندعو الله بكل محبة، لأحفاد المرحوم بوسليماني بإصلاح ذات البين.