تعيش 06 عائلات بفندق لإيواء عمال الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية ب 8 شارع رضا حوحو ببلدية سيدي أمحمد بقلب ولاية الجزائر منذ ما يقارب 20 سنة، وضعية جد مزرية وسط شقق ضيقة تفتقد للعديد من الخدمات ولأبسطها. حيث وحسب تصريحات العائلات الستة المتمثلة في السيدة حساني مريم، كمال واقيني، بوعزيز شريفة ، زيدان مراد، قدام عمر، قليل الهاي أثناء لقائهم ب '' الحوار''، فان معاناتهم ليست وليدة اليوم و الأمس فقط بل هي من الماضي البعيد الذي قارب 20سنة، جمعهم فندق واحد وظرف واحد متمثل في انعدام سكن لائق يأويهم رفقة أطفالهم الصغار الذين صاروا شبابا اليوم فكبيرهم وصل للعشرينيات. وضعية هذه العائلات الستة لخصوها في رفض ملفاتهم المتعلقة بطلبات السكن من قبل '' مؤسسة النقل بالسكك الحديدية'' بصفتهم عمال ناشطين على مستواها، وكذا رفضها من قبل سلطات بلدية سيدي أمحمد على اعتبار أن مسؤوليتها لا تخولها بمنح هؤلاء سكنات بمختلف الصيغ '' اجتماعية ، تساهمية ..الخ'' لكون المسؤولية ترجع لمؤسستهم الناشطين على مستواهم والمتمثلة في '' شركة النقل بالسكك الحديدية''، حسبما جاء على لسان العائلات . وقد أكدت العائلات أثناء حديثنا معها، أنها لم تقتحم شقق الفندق عنوة بل تحصلوا عليها بواسطة موافقة الفيدرالية الوطنية لعمال السكة الحديدية والمركزية النقابية، غير أنهم سئموا العيش بعد مرور السنوات لزيادة عدد أفراد أسرتهم من جهة وللضغوطات التي يعيشونها من جهة أخرى، وبالأخص بعد محاولات هذه الأخيرة تهديدهم بالطرد وقطع عنهم التيار الكهربائي لمدة 6 شهور والتيار المائي لفترة 03 أشهر، بحجة أن الفندق ليس مكان لإيوائهم والعيش به رفقة أطفالهم لسنوات عديدة بل مخصص لمرضى عمال المؤسسة ..الخ. بهذا الصدد أعربت العائلات الستة ، أن الشقق التي تأويهم لم تعد أمنة، نظرا لإرتفاع درجة الرطوبة به وكذا لتشققات وتصدعات جدران و أسقف الفندق نظرا لكونه قديم جدا تعود فترة تأسيسه لما قبل الإحتلال الفرنسي للبلاد، كما أشارت إلى جملة المشاكل الأخرى التي تعترض سبيلهم من بينها استغلالهم رفقة المقيمين بالفندق لمرحاض عمومي واحد وضيق ، وللنظرة السلبية والكلام الجارح الذي يسمعونه كلما خرجوا من باب الفندق باتجاه أماكنهم المقصودة لقضاء حاجياتهم، ولعجزهم عن استقبال أهاليهم و أصدقائهم لضيق الغرف التي يشغلونها، الوضع الذي أكدت من خلاله السيدة حساني و بوعزيز شريفة، أنه يؤثر سلبا على معنوياتهم وبالأخص نظرة الاحتقار التي يلمحونها في عيون الناس. وضعية هذه العائلات دفعتهم لمطالبة مؤسسة النقل بالسكك الحديدية بإدراج أسمائهم ضمن قائمة المستفيدين من المشروع السكني المنجز ببلدية الرويبة أو أي مشروع سكني أخر، كما طالبت أيضا وزير السكن بالتدخل وبوقوف والي ولاية الجزائر العاصمة على وضعيتهم هذه التي يعيشونها منذ سنوات وذلك بإدراجهم ضمن برنامج سكني خاص بالعائلات المقيمة بالفنادق وبمراكز العبور...الخ.