بعد أيام قلائل على زيارة كوندوليزا رايس إلى المنطقة، وفي الوقت الذي استبعدت الحكومة الصحراوية تنصيب وزير الخارجية الأسبق للولايات المتحدةالأمريكية الدبلوماسي وارن كريستوفر كوسيط دولي في قضية الصحراء الغربية بسبب تقدمه في السن (80 سنة)، أُعلن أمس الأربعاء من مبنى منهاتن بنيويورك، أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون قد عين السفير الأمريكي الأسبق كريستوفر روس بكل من الجزائر وسورية، كمبعوث أممي ووسيط في قضية الصحراء الغربية المستعمرة الإسبانية السابقة والتي يحتل نظام المملكة المغربية 2/3 من مساحتها اليوم منذ العام .1975 وقالت مصادر إسبانية نقلت الخبر على الفور، إن نتيجة التصويت، قد أسفرت عن أغلبية مؤيدة للقرار التنصيب ب 24 صوتا مقابل 4 أصوات، في ذات الوقت، أكدت مصادر أخرى أن الشخصية الجديدة التي عوضت منصب بيتر فان فالسوم، تعد من الشخصيات التي تتميز بالحنكة الدبلوماسية ومعرفة خبايا المنطقة، مشيرة إلى تحكمه الجيد باللغة العربية وفهمه للكثير من التجاذبات الدبلوماسية والإستراتيجية بالمنطقة، وهذا من خلال شغله للمنصب سفيرا مفوض فوق العادة في الجمهورية الجزائرية سابقا، الجمهورية العربية السورية . واستنادا دائما لنفس المصادر المتطابقة، فإن روس البالغ من العمر 65 سنة، والذي يملك كما سبق ذكره خبرة واسعة في العالم العربي، تعول عليه الولاياتالمتحدة للمشاركة في إيجاد حل للصراع في المستعمرة الإسبانية السابقة والذي استمر لأكثر من 33 سنة مضت. كما يشار إلى أن المبعوث الجديد هو خبير في مكافحة الإرهاب من خلال شغله لمنصب منسق لمكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأمريكية. كما عمل من قبل في مدينة فاس المغربية حيث كان يقوم بإعداد تقارير لصالح وكالة الولاياتالمتحدة ''usi ''، كما شغل مهنة أستاذ للغة العربية في جامعة كولومبيا. ويأتي تعيين الدبلوماسي الأمريكي خلفا للهولندي بيتر فان فالسوم مما يعني أن واشنطن تريد وساطة وتدخلا أكثر بالمشاركة في المفاوضات بين الرباط وجبهة البوليساريو من خلال المفاوضات التي بدأت قبل أكثر من عام في ضواحي منهاست الأمريكية، رحل من بعدها فالسوم الوسيط الذي لم يلتزم بالحياد كشرط أساسي في السهر على سير المفاوضات، حيث أعلن أن استقلال الصحراء الغربية بعيد المنال بالرغم من اعترافه بأحقية الشعب الصحراوي وقيادته، وذلك بعد أربع جولات، لم تؤت ثمارها. يأتي هذا في الوقت الذي أعرب فيه مسؤولون صحراويون أن تعيين روس هو مؤشر طيب بالنسبة للبوليساريو، كون تعيين وسيط أميركي سيكون لديه دعم من الإدارة الأميركية ويمكن من ممارسة ضغط فعال على المغرب. وكان الأمين العام للبوليزاريو والرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز، قد بعث في 8 أوت الماضي رسالة للأمين العام الأممي يعلن فيها صراحة رفض التعامل مع فالسوم كوسيط في النزاع، وهو الشخص الذي استمات في الدفاع عليه كل من رئيس الحكومة المغربية الفهري الطيب الفاسي ووزير الخارجية الاسبانية ميقيل أنخيل موراتينوس، بالإضافة إلى مدير الاستخبارات المغربية الخارجية '' لادجيد'' ياسين المنصوري.