وقعت فرقة ''ارفي كوبي'' ذات الأصول الجزائرية المشاركة الفرنسية ضمن فعاليات الدورة الثانية للمهرجان الثقافي الدولي للرقص المعاصر بالجزائر، الذي أسدل الستار على فعالياته نهاية الاسبوع بالمسرح الوطني محيي الدين بشطارزي. مشاركة أراد من خلالها الكوريغرافي الفرانكوجزائري ''ارفي كوبي'' إثبات ارتباطه الكبير بالموروث الحضاري العربي عامة والثقافة الجزائرية خاصة، والتي لم يعلم بارتباطه بها إلا بعد 25 عاما من عمره. هو ما انعكس جليا على موضوع وتصميم العرض الكوريغرافي الذي قدمه ''ارفي'' على ركح المسرح الوطني بمشاركة عشرين راقصا جزائريا، حيث لخص رحلة هذا الفنان من فرنسا إلى الجزائر بحثا عن هويته وانتمائه الوطني. وعلى عكس ما توقعه الجمهور الجزائري من العرض الفرنسي تميز الاستعراض بطابع عربي بحت على مستوى الأداء والموسيقى بل وحتى اللباس، حيث قدم العرض تحت إيقاعات شرقية منتقاة من أجمل الوصلات الموسيقية العربية التي تناغمت معها الحركات والإيماءات الجسدية للراقصين الموحية بحركات النسج على آلة النسيج التقليدية التي ترمز لوجه من أوجه الثقافة العربية القديمة، في محاولة لتجسيد ارتباط ''ارفي كوبي'' بالثقافة الشرقية وإصراره على نقل ملامحها لمختلف الدول الاوروبية. والجدير بالذكر أن فكرة تكوين فرقة ''إرفي كوبي'' الجزائرية - الفرنسية التي قدمت عرضا مميزا بكل المقاييس ضمن فعاليات المهرجان الدولي للرقص المعاصر، تعود إلى سنة 2008 حيث اختار خلالها مصمم العروض ارفي 20 راقصا جزائريا بعدما كان من المقرر ان لا يختار اكثر من خمسة راقصين، غير ان المواهب الجزائريةالشابة فرضت قدراتها على هذا الفنان الذي أبى إلا الأخذ بيد أبناء بلده الذين قدم لهم تكوينا عاليا في الرقص المحترف، تجسدت نتائجه على ركح بشطارزي في عرض فجر مواهب وقدرات هؤلاء الشباب، كما اظهر احترافية مصمم العرض من خلال الانسجام الكبير للراقصين على الركح وتحكمهم في عنصر الاشتراك في رسم لوحات العرض وتمكنهم من إيصال رسالة قائدهم ''ارفي كوبي'' الذي استطاع أن يصنع النموذج المثالي للفنان الجزائري الذي يجيد لغة الكلام على الركح حتى وإن خانه اللسان العربي.