دعا وزير التعليم العالي والبحث العلمي، رشيد حراوبية، إلى الشروع في بناء فضاء مغاربي للتعليم العالي والبحث العلمي متفتح على محيطه الإقليمي والدولي، ملاحظا أنه وبعد أن كرست إصلاحات التعليم العالي في البلدان المغاربية والمتمثلة أساسا في الهيكلية المتماثلة للدراسات الجامعية ''ليسانس- ماستر- دكتوراه''، فإنه بات من الضروري الشروع في بناء فضاء مغاربي للتعليم العالي والبحث العلمي متفتح على محيطه الإقليمي والدولي، وبالنظر إلى أن بناء مثل هذا الفضاء يتطلب اعتماد مسار متدرج للوصول إلى تحقيق المقاصد، اقترح حراوبية تكوين فريق عمل من المتخصصين والخبراء بغرض إعداد الدراسات المرجعية الضرورية ووضع تصور متكامل لهذا الفضاء مع مراعاة الأوليات. وفي مداخلة له في الجلسة الافتتاحية، للمجلس الوزاري المغاربي للتربية والتعليم العالي والبحث العلمي رأى الوزير أن هذه الأولويات تتمثل في توحيد سلم الدراسات الجامعية والتقريب بين المناهج الدراسية والمسارات التعليمية وتوحيد أنظمة الأرصدة للمواد والوحدات التعليمية المكونة للمسالك المتماثلة وتشجيع حراك الطلبة لاسيما على مستوى الماستر والدكتوراه وتشجيع حراك الأساتذة والتوجه نحو إرساء الإشراف المشترك على الرسائل والأطروحات الجامعية. ولدى تطرقه لمشروع الأكاديمية المغاربية للعلوم أكد الوزير حراوبية أن هذه الهيئة العلمية بوصفها فضاء للتفكير والبحث وأداة للاحتراس العلمي لرصد تطور المعارف، فإن تفعيل دورها مرتبط ارتباطا وثيقا بنوعية القدرات العلمية المشكلة لهذه الهيئة مقترحا انضمام شخصيات علمية مرموقة لعضوية الأكاديمية. وعند إبرازه للمهام المنوطة بهذه الهيئة ركز على ترقية البحث العلمي والتقني وتطويره وتحديد أولوياته وتعبئة القدرات العلمية المغاربية حول برامج بحث مشتركة وحشد التمويل اللازم لها واعتماد آلية فعالة لتقويم تنفيذ تلك البرامج وتثمين نتائجها. وأقر المجلس الوزاري المغاربي للتربية والتعليم العالي والبحث العلمي في ختام دورته العاشرة بمدينة الحمامات التونسية، نهاية الأسبوع عدة قرارات ترمي في مجملها إلى دعم التعاون المغاربي وصولا إلى تعزيز قدرات الموارد البشرية وتعزيز اقتصاد المعرفة. وفي هذا المضمار تبنى الوزراء المغاربيون الإطار العام لمعادلة الشهادات التي تصدر عن مؤسسات التعليم العالي في الدول المغاربية ودعوا اللجنة الفنية المغاربية المكلفة بمعادلة الشهادات إلى مواصلة عملها من أجل استكمال مهامها المتعلقة بمعادلة الشهادات في العلوم الهندسية والعلوم الطبية وشبه الطبية على أن تنظر اللجنة كذلك في معادلة شهادة الثانوية العامة ( البكالوريا) وشهادة الدكتوراه. ودعا المجلس اللجنة المكلفة بتشخيص أوضاع الجامعة المغاربية والأكاديمية المغاربية للعلوم إلى مواصلة عملها ودراسة النصوص واللوائح الخاصة بهما لتحديد وظائف المؤسستين في ضوء التجارب المقارنة. كما سجل المجلس الوزاري المغاربي في إطار برنامج عمله المستقبلي بارتياح نتائج اجتماعات اللجان الفنية المكلفة بدراسة السبل الكفيلة بالتقريب بين مناهج التعليم الأساسي في الدول المغاربية، داعيا إياها إلى مواصلة العمل من أجل إنشاء نواة منهاج مغاربي مرجعي في مجال التعليم الأساسي. ورّحب المجلس بإنشاء آلية لتنسيق الأنشطة التربوية ذات الطابع المغاربي تحت إشراف منسقين وطنيين من الدول الخمس، داعيا المشرفين على هذه الآلية إلى الاجتماع لوضع رزنامة هذه الأنشطة التي تشمل الأولمبياد المغاربية والمخيمات الصيفية والمهرجانات الرياضية والنوادي المدرسية وتبادل وفود التلاميذ المتفوقين. ودعا المجلس الهيئات والمؤسسات المسؤولة عن إنتاج الكتاب المدرسي إلى اقتراح آلية مشتركة لتبادل التجارب والخبرات في هذا المجال والعمل على دراسة إمكانية الإنتاج المشترك لهذا الكتاب. وفي هذا المضمار أكد المجلس الوزاري على أهمية ترسيخ ثقافة التكوين المهني والتقني وغرس روح المبادرة لدى التلاميذ مع فتح آفاق مهنية وتعليمية أرقى. وكان المجلس الوزاري المغاربي للتربية والتعليم العالي والبحث العلمي قد افتتح أشغال دورته العاشرة في وقت سابق بحضور الوفود الوزارية المغاربية المعنية بهذا القطاع من ضمنها الوفد الجزائري الذي يقوده رشيد حراوبية وزير التعليم العالي والبحث العلمي. ومن أبرز المسائل التي طرحت على بساط البحث والتدارس بهذه المناسبة المسألة المتصلة بتفعيل الجامعة المغاربية والأكاديمية المغاربية للعلوم والموضوع المتعلق بمعادلة الشهادات التي تمنحها الجامعات والمعاهد العليا بالدول الأعضاء في اتحاد المغرب العربي. كما ناقش الوزراء وأقروا التقرير الذي يتضمن حصيلة نشاطات المجلس بين الدورتين علاوة على إقرار برنامج عمل المجلس الوزاري المغاربي خلال المرحلة المقبلة.