أفاد وزير الخارجية السيد مراد مدلسي في تصريح خاص ل ''الحوار'' أنه من المنتظر أن يتم الإعلام عن تركيبة المجلس الوطني للجالية في الخارج في السداسي الثاني من العام الجاري، تأكيد لما كان قد صرح به كاتب الدولة المكلف بالهجرة السيد حليم بن عطا الله، مشددا على أن الدولة ستولي اهتماما كبيرا بدور الجالية في المرحلة المقبلة، من أجل ربط الصلة أكثر فأكثر بينهم وبين بلدهم وهي الإستراتيجية التي دعا إليها رئيس الجمهورية في الكثير من المرات. وكانت ''الحوار'' قد التقت بالسيد مراد مدلسي وزير الخارجية وهو يهم بالخروج من مبنى المجلس الشعبي الوطني عقب حضوره لمراسيم اختتام الدورة الخريفية للبرلمان، حيث سألناه عن الجديد الخاص بهذا الملف الذي ما يزال يشغل بال الجالية الجزائرية في المهجر، عقب تسجيل تأخر في الإعلان عن تركيبة هذا المجلس. وكانت الحكومة قد أعلنت عن رسم سياسة جديدة تجاه الجالية الجزائرية بالخارج للاستجابة لانشغالاتهابالتشاور مع ممثليها وتقرر في هذا السياق وضع إجراءات عاجلة للتكفل باستعادة جثامين المهاجرين وتعزيز تعليم اللغات الوطنية. وقال كاتب الدولة المكلف بالجالية حليم بن عطاء الله قبل أيام إن مجلسا وزاريا مصغرا انعقد في المرحلة الماضية برئاسة الوزير الأول أحمد أويحيى لمناقشة الإستراتيجية الوطنية الرامية إلى التكفل بالجالية الوطنية بالخارج المقدر عددها حسب الإحصائيات الرسمية وبناء على عدد المسجلين في القنصليات والسفارات ب 1.7 مليون مواطن. واعتبر سفير الجزائر السابق لدى الاتحاد الأوروبي أن تخصيص اجتماع وزاري للملف يترجم الاهتمام الذي توليه السلطات العمومية لهذا الملف، وفق المتحدث فإن تقرر في الاجتماع تنفيذ عدة عمليات تأخذ في الحسبان معالجة مشاكل الجالية ووضع إطار تشاور بين السلطات العمومية والجمعيات التي تعنى بالجالية. ومن أولى هذه العمليات إطلاق مشروع سيتم تنفيذه بالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية يخص الدارسة عن بعد، حيث يشمل على تعليم اللغة العربية والأمازيغية وذلك استجابة لرغبة عبرت عنها الجالية المتواجدة بأوروبا على وجه الخصوص. كما تقرر تعزيز دور المدرسة الدولية الجزائرية بباريس من خلال إعطائها المزيد من الإمكانيات، إضافة فتح مدارس أخرى خارج العاصمة الفرنسية، وفتح مركز ثقافي بالعاصمة البريطانية لندن بالنظر إلى أهمية الجالية هناك. وقرر المجلس الوزاري أيضا إنشاء شبكة وطنية للكفاءات بالخارج، وأضاف أن وزارة التعليم العالي ستشرف على المشروع وستبادر الصيف القادم بتنظيم أكاديمية لتلك الكفاءات. وتوقع كاتب الدولة أن تساهم هذه الشبكة في خلق إطار يجمع الأدمغة الجزائرية ومن ثمة تمكينهم من المساهمة في الحركية التنموية في البلاد. وعلى صعيد آخر أثار المتحدث موضوع نقل الجثمانين إلى الجزائر وأكد أن الشركة الوطنية للتأمين ستتكفل بنقلها وستقوم بعملية تحسيس لدى الجالية بغرض اطلاعهم على كافة التدابير المتخذة في هذا الشأن. وقررت الحكومة إطلاق مشاورات مع الجالية الوطنية بالمهجر وذلك قصد بلورة تصور مشترك حول كيفية الاهتمام بكافة انشغالاتهم من جميع مناحي الحياة. وسيتم لهذا الغرض عقد سلسلة لقاءات وحوارات مباشرة عن طريق وسائط إعلامية منها الأنترنت والتلفزيون. وكشفت تصريحات كاتب الدولة عن تريث قطاعه في تنصيب مجلس الجالية الجزائرية بعدما كان مقررا في جويلية الفارط، وأشار عضو الحكومة الذي قاد في بلجيكا عملية هيكلة الجالية إن الحوار حول إنشاء مجلس الجالية لن ينطلق من العدم بل سيأخذ في الحسبان التجارب السابقة في إشارة إلى الودادية الجزائرية بأوروبا، وتوقع أن يتم تشكيله قبل نهاية السنة الجارية. وضمن الإستراتيجية الحكومية أيضا أكد كاتب الدولة المكلف بالجالية بالخارج أنه سيواصل سلسلة الزيارات التفقدية للجالية وسيتنقل في المستقبل القريب إلى انجلترا وعدد من دول الخليج للتباحث مع الجالية هناك عن مشاكلهم وانشغالاتهم.