كسب نور الدين بن براهم الرهان، وتمكن من تنظيم مؤتمر استثنائي ناجح بكل المقاييس وعلى جميع الأصعدة تنظيميا وسياسيا وإدارايا، واستطاع أن يحشد دعم السلطات العليا للبلاد بداية برئاسة الجمهورية التي منحت قصر الأمم لعقد المؤتمر وأرسلت مستشارا للرئيس، والحكومة الممثلة بأربع وزراء، ثم أرمادة من الحركة الجمعوية والمجتمع المدني من رؤساء المنظمات الجماهرية والجمعيات. وعرف المؤتمر الاستثنائي الذي نظم أول أمس الخميس بقصر الأمم بنادي الصنوبر حضور كل من مستشار رئيس الجمهورية نويوات ووفد وزاري يتقدمه وزير المجاهدين محمد الشريف عباس ووزير الشبيبة والرياضة الهاشمي جيار ووزير الشؤون الدينية أبو عبد الله غلام الله وجمال ولد عباس وزير التضامن الوطني والأسرة والجالية الوطنية بالخارج، إضافة إلى نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني شيهاب صديق وياسين داود نائب رئيس مجلس الأمة والذي ترأس في نفس الوقت مكتب المؤتمر، يضاف إليهم رؤسات المنظمات الجماهرية يتقدمها سيدي السعيد الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين والسعيد عبادو أمين عام منظمة المجاهدين ورؤساء منظمات أولاد المجاهدين والشهداء خالفة مبارك والطيب الهواري وخالد بونجمة، هذا إضافة إلى جمال العيدوني رئيس نقابة القضاة ومختار فليون رئيس إدارة السجون وعدة شخصيات أخرى. وقد عكس هذا الحضور الرسمي والجمعوي القوي، حسب الكثير من المتتبعين حجم التأييد الذي تحظى به القيادة الحالية للكشافة الإسلامية، وظهر القائد العام بن براهم بمظهر المنتشي الذي تنفس الصعداء بعد أن تمكن رسميا من إنهاء الجولة الآخيرة من جولات الصراع مع خصومه داخل المنظمة الكشفية، وعلق أحد الحاضرين من رؤساء التنظيمات الجماهرية بأن بن براهم كسب اليوم وفاز ''بالضربة القاضية وعلى طريقة الملاكم الأمريكي محمد علي كلاي''. إلى جانب هذا النجاح السياسي الكبير للمؤتمر فقد عرف أيضا نجاحا تنظيميا وبشهادة كل الحاضرين، فقد جرى المؤتمر في ظروف جيدة وتنظيم محكم داخل القاعة وخارجها، إلى درجة أن الحاضر يخيل إليه وكأنه في مؤتمر عادي أو في نشاط منظم من طرف رئاسة الجمهورية نظرا للانضباط الكبير للمنظمين والتسيير المحكم لأشغال المؤتمر. وأسر كل من تحدث إلينا في كواليس المؤتمر من المسؤولين أنه جاء من أجل الوقوف مع المنظمة الكشفية قبل الوقوف مع قائدها العام بن براهم، وقال وزيران في حكومة أحمد أويحيى الذي منح الإذن لأربعة من وزرائه بمغادرة مجلس الحكومة المنعقد صبيحة الخميس من أجل الحضور، بأن الكشافة استهدفت وأن الدولة لن ترضى أبدا بهذا لأنها منظمة فوق الشبهات وإرث حضاري لكل الشعب الجزائري، وأضاف قائلا إنه ''من أراد ممارسة السياسة فعليه بالانخراط في الأحزاب''، بينما قال وزير آخر بأن حضورهم اليوم عادي وأقل ما يمكنه تقديمه للمنظمة الكشفية، وفهم من كلام الوزيرين أن الحكومة وقبلها رئاسة الجمهورية منحت بركاتها لبن براهم، وبعثت برسائل مشفرة إلى كل من يحاول الاستثمار السياسي في هذه المنظمة وما منح قصر الأمم وخروج أربعة وزراء من مجلس الحكومة من أجل الحضور إلا دليل على ذلك.