ليست المؤسسات الخيرية الهيئة الوحيدة التي تبذل حصة الأسد في مجال مساعدة الأيتام والمشردين في الجزائر الذين كشف تقرير أعد في شهر جوان المنصرم من قبل بعض المنظمات غير الحكومية، أن تعدادهم قد بلغ 31 ألف شخص حسب آخر الإحصائيات لشهر ماي، فقد حذت الحكومة حذوها وتحركت بسرعة لتقديم الرعاية النفسية لهذه الفئة من خلال وضع آليات جديدة تتمثل أساسا في إنشاء مؤسسات العلاج النفسي والصحي. في ظل تنامي أعداد المتشردين في المدن الكبرى في الجزائر، أصدرت بعض المنظمات غير الحكومية الناشطة في هذا المجال تقريرا عن وضعيتهم حثّ الحكومة على التحرك بصورة عاجلة لتحسينها واتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك. مراكز جديدة لاستقبالهم كمرحلة أولى لمساعدة هذه الفئة قررت الحكومة استحداث خمس مراكز جهوية في عواصم كل من الشرق والغرب والوسط والجنوب والجنوب الغربي، تكمن مهمتها في استقبال المتشردين من جميع الفئات نساء ورجالا وأطفالا وإرشادهم وعلاجهم، فعادة ما يلجأ هؤلاء المشردون إلى التسول لضمان قوتهم اليومي وقوت عائلاتهم التي تتخذ من الشوارع مأواها، بعدما كوّن العديد من المشردين عائلات عن طريق الزواج فيما يبنهم، فيساهمون في الرفع من أعدادهم، وبالتالي في الرفع من نسبة الأمهات العازبات حيث تشكل النساء المشردات أكبر نسبة من الأمهات العازيات، واللواتي ارتفع عددهن في السنوات الأربع الأخيرة حسب إحصائيات ماي 2008، والتي كشف عنها وزير التضامن الوطني والأسرة والجالية بالخارج في تصريحاته للصحافة الوطنية ب 9 آلاف امرأة غالبيتهن مراهقات. وتراهن الحكومة اليوم على مراكز علاج الأمراض العقلية لمساعدة هذه الفئة الاجتماعية المهددة، فبموجب القانون الجديد الذي يوجد قيد الدراسة سيتم استحداث مراكز استقبال الحالات المستعجلة للمشردين والأشخاص من دون مأوى، وسيتم توظيف أخصائيين نفسانيين وأطباء للتكفل بهذه الفئات ومنحها المساعدة الاجتماعية الضرورية، حيث يتكفل الأخصائيون النفسانيون أيضا بالاتصال بعائلات المتشردين في حال وجودها في محاولة لإعادة ربط العلاقات بينهما علما بأن الكثير من الذين يغادرون منازلهم لأسباب اجتماعية أو مشاكل أسرية يجدون أنفسهم في الشارع، وفي انتظار إنشاء هذه المراكز سيعتمد على مراكز العلاج من الأمراض العقلية في ذلك. وبما أن ظاهرة التشرد من المنطلق القضائي تعدّ جريمة يعاقب عليه قانون العقوبات اعتبر عديد الناشطين في مجال حقوق الإنسان المبادرة أنجع طريقة للتقليل من الظاهرة واحتوائها في المدن الجزائرية، فهو يعد حلا اجتماعيا لظاهرة اجتماعية، بدل الحلول القمعية حسب نشطاء حقوق الإنسان بالجزائر. ومؤسسة ''كيندرهوف'' تطلق مشروعا للأيتام لإنجاح مشاريعها في القضاء على ظاهرة التشرد والأطفال اليتامى تعمل وزارة التضامن الوطني إضافة إلى تطبيق المشاريع الحكومية والقانون الجديد، سمحت الوزارة لمؤسسة ''كيندرهوف'' الإنقاذية الدولية التي بدأت عملها في الجزائر بعد الزلزال الذي ضرب منطقة الأصنام عام ,1980 بإطلاق مشروع لرعاية الأيتام الذين بلغوا سن الرشد وعليهم مغادرة دور الرعاية وبما أن غالبية هؤلاء الشباب مهددون بالتشرد في الشوارع بعد خروجهم من دار الأيتام فإن المشروع سيساعدهم بتوفير شقق سكنية لهم. للإشارة فإن مؤسسة كيندرهوف ستفتتح قريبا مركزا خاصا في بلدية كورسو سيوفر قرية للأمهات العازبات والأطفال اليتامى وحديثة للأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة وأخرى للأطفال الذين يعانون من مرض التوحد .