أعلن رئيس الحكومة أحمد أويحيى أن حصيلة الفيضانات جراء الأمطار الأخيرة التي تهاطلت على مدينة غرداية ارتفعت إلى 34 قتيل و 89 جريح بقي ثلاثة منهم بالمستشفى، إضافة إلى تسجيل فقيد واحد، متعهدا بأن الحكومة ستتكفل نهائيا بالكارثة وما تسبب فيها على أقصى تقدير قبل نهاية الشهر الجاري، وذكر بأن قيمة الخسائر التي أسفرت عنها الكارثة''20مليار دينار ولم ولن نتوسل لدى الأجانب للتكفل بالوضع". وأكد أويحيى خلال ندوة صحفية نشطها ،أمس، بالمركز الدولي للصحافة عقب انتهاء أشغال مجلس الحكومة الذي ترأسه والمخصص لدراسة الوضع في غرداية بعد الفيضانات الأخيرة أن 756 عائلة منكوبة تم إيوائها لاسيما بقاعات الرياضة، و أن إحصاء يجري حاليا قصد تحديد عدد العائلات دون مأوى . و فيما يتعلق بالخسائر المادية و الأضرار التي تعرضت لها المساكن ذكر أويحيى أن 9600 مسكنا تمت معاينتها فيما صنفت 600 مسكن في خانة ''أحمر''غير قابلة للترميم، و1250 في ''البرتقالي'' و 8000 أخرى في ''أخضر''، مشيرا كذلك إلى أن 19 مدرسة تضررت يمكن ل10 منها أن تستأنف العمل في اقرب الآجال. وطمأن أويحي أهالي المنطقة بأن الدولة لديها ما يكفي من الإمكانيات للتكفل بما خلفته الكارثة، وقال أن التلاميذ سيعودون إلى مقاعد الدراسة بداية من مطلع السبت القادم، كما سيتم إنجاز أقسام متنقلة في بناءات جاهزة في ظرف 45 يوما، موضحا كذلك بأن الوضع في غرداية بدأ يستتب، وعادت الأمور إلى مجاريها ، وإن الأمور تقدمت بنسبة 90إلى 95 بالمائة في شتى المجالات على غرار الصحة ، إعادة الكهرباء والغاز على المنطقة إلى الأغلبية القصوى من السكان، كما تم تشغيل 80 بالمائة من شبكات الهاتف، مؤكدا أنه بداية من اليوم سيتم تشغيل رقم أخضر للمواطنين. وفي سياق رده على بعض استفسارات الصحفيين قال أويحيى إن الوضع الذي عرفته غرداية لم تعرفه منذ 50 سنة حسبما سرد له أحد أعيان المنطقة خلال الزيارة الأخيرة التي قادته على هناك ، مشيرا إلى أن حج المياه التي كانت تجري هي 900 متر مكعب في الثانية، وأن سد غرداية وحده تمكن من احتواء حوالي 20مليون متر مكعب. واعترف أويحيى في سياق مواز بوجود نقائص لاسيما فيما يتعلق بالعمران حيث يتم اللجوء إلى استصدار رخص للبناء على حواف الوديان، إلا أنه أشار بالمقابل إلى أن المطلوب هو ''تحسيس المواطنين بخطورة الظاهرة''، و''استغلال الجرح لتفادي عواقب أكثر مستقبلا''، كما دعا إلى تحسيسهم أيضا بضرورة التامين على المساكن والممتلكات . ------------------------------------------------------------------------ إجراءات من اجل الإيواء المؤقت للعائلات المنكوبة ------------------------------------------------------------------------ اتخذ مجلس الحكومة حسب أويحي جملة من الإجراءات بغية الإيواء المؤقت للأسر المنكوبة بغرداية من بينها انجاز بناءات جاهزة ستتم إقامتها قبل نهاية السنة الجارية. و أوضح بيان للمجلس إنه تم في هذا الإطار ''الانطلاق فعلا في برنامج انجاز 2000 بناء جاهز". كما أقر المجلس - حسب ذات المصدر-''ترتيب فوري للإيواء المؤقت في خيم بالنسبة لكل الأسر التي تقبل باللجوء إلى هذه الوسيلة وذلك بالتشاور مع المنتخبين المحليين و المنظمات الجماعية و المجتمع المدني في انتظار إصلاح المساكن المتضررة". ومن بين الإجراءات الأخرى التي أقرها المجلس ''مساعدة للإيجار على مر الفترة الانتقالية بالنسبة للأسر التي تنتهج هذا السبيل للإيواء من جديد". أما بخصوص إعادة البناء فقد تم أيضا اتخاذ جملة من التدابير بحيث ''سيتم منح إعانة عمومية لمالكي المساكن المتضررة وذلك وفقا للتنظيم المعمول به في مثل هذه الوضعية''، كما ستتولى الدولة ''تجنيد مؤسسات للأشغال العمومية من اجل المساهمة في إصلاح المساكن المتضررة بدرجة متقدمة''،و تم تحديد برنامج لانجاز بناءات جديدة تتمثل في 2000 سكن اجتماعي عمومي و 2000 سكن ريفي. إعلان 9 بلديات منكوبة بدل ثمانية بغرداية في سياق متصل أعلن مجلس الحكومة 9 بلديات من ولاية غرداية ''مناطق منكوبة'' بدل 8 بلديات. وأوضح بيان المجلس أن الأمر يتعلق ببلديات غرداية و القرارة وبريان وضاية بن ضحوة و بونورة و العطف وزلفانة ومتليلي الى جانب بلدية سبسب، كما سستستفيد هذه البلديات- حسب ذات المصدر من ''الترتيب القانوني المعتمد للتكفل بالكوارث الطبيعية". ------------------------------------------------------------------------ "لسنا في وضعية بومرداس أين كنا في حاجة إلى 28 ألف خيمة" ------------------------------------------------------------------------ من جانب آخر كشف رئيس الحكومة أن قيمة الخسائر التي تسببتها فيضانات غرداية قدرت بحوالي 20مليار دينار، ويمكن أن تضاف إليها حسبه حوالي 05 ملايير دينار بعد تحديد حجم الخسائر النهائية بعد أيام، مؤكدا في هذا الصد أن الجزائر ليست بحاجة إلى أن تتوسل من البلدان الأخرى لمواجهة الكارثة التي ألمت بمنطقة غرداية، قائلا ''لسنا في وضعية بومرداس أين كنا في حاجة إلى 28 ألف خيمة ''، كما أضاف ''الدولة اشترت خيم بأكثر من 100أورو للخيمة الواحدة، و الجزائر تحكمت في محنتها".