ينفي الكاتب المصري رمسيس عوض أن تكون معسكرات الاعتقال في ألمانيا النازية استهدفت اليهود وحدهم، مؤكدا أنها شملت كل معارضي النظام وخصوصا الشيوعيين. ويقول عوض الذي يعمل أستاذا للأدب الانجليزي بجامعة عين شمس في كتابه ''داكاو.. أشهر معسكرات الاعتقال النازية'' إن المعسكر الواقع في داكاو -مدينة ألمانية صغيرة على بعد 15 كلم شمال غربي ميونيخ- أقيم أصلا لإيواء معارضي النظام من أمثال الشيوعيين ودعاة الديمقراطية الاشتراكية والخارجين على القانون بدوافع جنائية لا سياسية. وقد حكم الزعيم النازي أدولف هتلر ألمانيا بقبضة حديدية منذ العام ,1933 وهو العام الذي شهد بداية إنشاء معسكرات الاعتقال تحت إشراف وحدة الشرطة الخاصة المعروفة باسم جهاز أس.أس برئاسة هنريش هملر. ويضيف المؤلف أن معسكر داكاو استقبل بين عامي 1933 و1945 أكثر من 200 ألف معتقل من مختلف الجنسيات والأعراق والطبقات منهم سياسيون ورجال دين وقادة عسكريين وأطباء ومجرمين، وكان على مدخله لافتة كتب عليها ''العمل يحرر الإنسان''، لكنه ظل معزولا عن الحياة خارجه إذ كان محاطا بأسلاك شائكة وأخرى مكهربة. ويسجل الكتاب أن السكان المقيمين قرب المعسكر لم يعرفوا شيئا عن حقيقة ما كان يجري داخله، وكان السجين المفرج عنه يتعهد كتابيا بألا يبوح بشيء عما يدور في المعسكر ويتلقى تهديدا بإعادته إليه إذا خالف التعليمات. ويضيف أن المعسكر كان يستقبل كل يوم مزيدا من اليهود، وفي عام 1937 بدأ في اضطهاد الغجر بتكليفهم بأعمال شاقة تنتهي بإبادتهم، وحين تأكد للنازيين خسارتهم الحرب دمروا الملفات التي توثق عنصريتهم، لكن اليهود نجحوا في الاحتفاظ ببعضها وضاعت مأساة الغجر بسبب أمية الكثيرين منها.