كشف محمد العيد الأشقر الأمين العام للاتحاد العربي للصلب والحديد أن الاحتياجات الوطنية من الحديد سترتفع إلى 4 ملايين طن بحلول العام المقبل، بالنظر إلى توسع حجم المشاريع الاستثمارية الكبرى في السنوات الماضية، في حين أن الاستيراد الوطني سيبلغ 3 مليون طن قبل نهاية السنة، بعدما قدر ما بين 2 و5ر2 مليون طن خلال السنة الماضية. وأوضح الأشقر أمس خلال ندوة صحفية للإعلان عن الصالون الدولي الأول لصناعة الحديد والصلب والصناعات التحويلية الذي سينظم من 15 إلى 18 نوفمبر المقبل بقصر المعارض. أن تعطل القدرات الإنتاجية لشركة ارسيلور ميتال الهندية التي تشرف على تسيير مركب الحجار إلى أكثر من نصف طاقتها ساهم في إثقال فاتورة الاستيراد، مشيرا إلى أن الطاقة الإنتاجية لذات الشركة لم تتعد مليون طن، من أصل 5ر2 مليون طن إجمالي قدرات المجمع، أي ما يقل عن 20 بالمائة من الاحتياجات الوطنية. وأكد مسعود شطيح مسؤول سابق بمركب الحجار أن شركة ارسيلور ميتال الهندية لم تحترم دفتر الشروط فيما يتعلق بحجم الإنتاج السنوي، مما ساهم في خلق عجز كبير في تغطية الاحتياجات الوطنية، بالنظر إلى أن عملية تطوير الوحدات الإنتاجية التي خصص لها المجمع ما يقارب 75 مليون دولار على أن تنتهي في غضون العام الجاري، قد عجزت عن بلوغ النسب المتفق عليها . وأضاف المتحدث أن المفاوضات التي شرعت بها الشركة لاستغلال الثروة المنجمية الخاصة بمنجم غار جبيلات، ومشري عبد العزيز الذي يحوي ما يقارب 3 ملايير طن من الحديد مباشرة بعد دخول شركة حديد عز المصرية مجال المنافسة، قد يساهم في تحسن الوضعية على المدى البعيد، إلا أن النهوض بذات الصناعة يستدعي إقامة مشاريع استثمارية بأكثر من 5 ملايين طن سنويا، بدل الاكتفاء بتخصيص 2 دولار سنويا لعمليات التطوير في ظرف 20 سنة. وقدّر الأشقر الطاقة الإنتاجية للدول العربية من الحديد بأكثر من 25 مليون طن سنويا، أي ما يعادل 2 بالمائة من الإنتاج العالمي، فيما بلغ معدل الاستهلاك العربي 30 مليون طن سنويا، بما يقارب 80 كلغ للفرد الواحد، ومن المتوقع أن ترتفع الصادرات العربية إلى 35 مليون طن، أي قيمة 32 مليار دولار في السنة. يذكر أن صالون صناعة الحديد والصلب سيعرف مشاركة 79 شركة من 13 دولة عربية، إلى جانب الصين والبرتغال، لتدارس وضعية السوق العربية تحت شعار الحديد والصلب في الوطن العربي.