حمل الوزير الأول الصحراوي عبد القادر الطالب عمر، المبعوث الحالي والممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة بيترفان فالوم التعثر الذي أصاب مسار المفاوضات الصحراوية، المغربية. كما أعرب أن البوليزاريو ستستخدم ورقة السود من أصل إفريقي في داخل الإدارة الأمريكية للعمل على وقف الانحياز الأخير لصالح العرش العلوي. من جهة أخرى دعا الدول المناحة ومن خلالها البرنامج العالمي للغذاء لمنح مساعدات عاجلة للاجئين الصحراويين في أقرب الفرص محذرا من كارثة إنسانية. وقال الوزير الأول الصحراوي أمس ردا على سؤال '' الحوار '' في الندوة الصحفية التي عقدت بمقر اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي والتي حضرها عدد من قيادات الحكومة والجهة الصحراوية، بالإضافة لرئيس لجنة التضامن البرلمانية طيب هواري وقياديين جزائريين آخرين، قال إننا نوجه نداء عاجلا للقائمين على البرنامج العالمي للتغذية والدول المناحة من أجل إيجاد حل لمشكلة نفاذ الأغذية المخصصة للاجئين الصحراويين، كاشفا عدم وجود أي مخزون احتياطي في الوقت الحالي، وموضحا أنه لا يمكن الحصول على مقابل في حالة عدم انتظام وصول السلة المخصصة للصحراويين. على صعيد آخر، أكد الوزير في إجابة ثانية على سؤال آخر ل '' الحوار '' أن الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب تمتلك علاقات جد طيبة مع السود من أصل إفريقي داخل الولاياتالمتحدة والذين يمكن أن يلعبوا دورا هاما لصالح إرجاع الحياد ولم لا نصرة أقدم قضية تصفية استعمار في القارة السمراء مثلما قاموا به في مناطق أخرى. وفي أثناء ذلك، عرج عبد القادر طالب عمر على عديد القضايا الخاصة بمستجدات القضية الصحراوية، حيث قال إن حكومة بلاده تؤكد في ردها على التصريحات الأمريكية، أن قضية الصحراء الغربية هي قضية تصفية استعمار ولا يمكن أن تحل إلا في الأممالمتحدة، حيث هي مدرجة في اللجنة الرابعة وهو ما تؤكده الجمعية العامة التابعة للمنظومة الأممية، مشيرا أن حتى مجلس الأمن يعترف بهذا الحق برغم بعض الإسناد الذي يجده المغرب. وفي هذا السياق، شدد على رفض خيار فرض سياسة الأمر الواقع، معتبرا أن وجود الأممالمتحدة هو لإحلال الحق وفرض السلام والاستقرار. من جهة أخرى عاد المتحدث ليبرر رفض '' الجبهة الصحراوية '' للإجراء جولة خامسة من المفاوضات، معللا ذلك بانحياز المبعوث الأممي بيتر فالسوم، الذي أكد أن له علاقة مع الصحراويين، باعتباره الساهر والقائد والموجه لسير المفاوضات الجارية مع المملكة المغربية، ومشيرا إلى أنه هو من تسبب في إبعاد نفسه بعد هذا الانحياز الفاضح لطرف على الآخر، ليخلص في هذا الجانب أن الصحراويين بحاجة للأمم المتحدة إذا كانت وفية لمبادئها وإلا فالعكس هو خيارنا. نقطة أخرى، أجاب عليها الوزير الأول الصحراوي، وهي المتعلقة بالتهديدات المغربية بخرق اتفاق وقف إطلاق النار بحجة تعمير المناطق المحررة الصحراوية، هنا أكد طالب عمر أن الجواب جاء على لسان بان كيمون الأمين الأممي الذي أوضح أن أنشطة الجبهة لا تمس بتاتا باتفاقيات وقف إطلاق النار لأنها تتم على بعد 10 كلم من خطوط التماس. من جهة أخرى نوه المسؤول الصحراوي بجهود الاتحاد الإفريقي في دعم الجمهورية العربية الصحراوية، وموقفها الإيجابي والثابت من تصفية الاستعمار في الإقليم. وفي سياق مغاير، أكد عبد القادر طالب عمر أن العودة لحمل السلاح، ليس شعارا محببا للصحراويين لكنه الخيار الأخير، مشيرا أن هذا ما تم الاتفاق عليه في المؤتمر ال 12 للبوليزاريو المنعقد أواخر العام الماضي، وهو ذات الأمر الذي أكده الرئيس محمد عبد العزيز في آخر خرجة له إعلاميا. وخلص الوزير الأول الصحراوي طالب عمر الذي يزور الجزائر منذ أمس الثلاثاء، أن الجبهة تتابع باهتمام شديد وضع حقوق الإنسان في المناطق المحتلة، داعيا المجموعة الدولية لوقف هذه الانتهاكات ضد الناشطين الأبرياء والعزل، وداعيا أيضا الأممالمتحدة وبعض الدول التي تدافع عن حقوق الإنسان للتخلي عن سياسة ازدواجية معايير التعامل في هذه المسألة التي يداريها المخزن المغربي.