بقي محور الطريق الرابط بين وهران والكورنيش الوهراني مغلقا في وجه المرور أربعة أيام بعد غلق النفق المؤدي إليه الجمعة الماضي، وقد تقرر غلق هذه المنشأة الفنية التي يعبرها السائقون المتوجهون نحو الكورنيش الوهراني يوم الجمعة المنصرم من طرف السلطات المعنية بسبب خطر انهيارها الراجع إلى تصدع بعض أعمدتها. ومن جهة أخرى تم إعادة فتح حركة المرور بالمكان المسمى "ليسكارغو" قرب بلدة مرسى الكبير بعد تساقط جرف جراء الأمطار الغزيرة المتهاطلة بولاية وهران منذ أيام. وفي مستغانم اتخذت مؤسسة الميناء إجراءات استثنائية بسبب تردي الأحوال الجوية وهبوب رياح قوية تراوحت سرعتها ما بين 80و100 كيلومتر حيث تم إلزام البواخر الراسية بالقرب من الميناء بالتوجه إلى أعالي البحر أو إلى خليج أرزيو الذي يعتبر ملجأ طبيعيا ومأمنا من الرياح الغربية والتيارات البحرية. كما تم تجنيد جميع عمال قيادة الميناء تحسبا لحدوث أي طارئ نتيجة سوء الأحوال الجوية. كما أدت هذه الاضطرابات الجوية إلى تساقطات أولى أمس الثلاثاء بمنطقتي عقب الليل وبني صاف (ولاية عين تموشنت) استبشر بها السكان خيرا وخاصة الفلاحين منهم. ومن جهتهم أكد سكان بلدية عقب الليل بأنهم لم يشاهدوا مثل هذه الثلوج التي كانت مرفوقة بأمطار رعدية منذ أكثر من خمسين سنة. وسجلت بذلك ولاية عين تموشنت التي تعتبر منطقة ذات طابع فلاحي ارتفاعا معتبرا في منسوب المياه المستغلة على مستوى حواجز المياه التي تتوفر عليها منذ بداية تساقط الأمطار بها في بداية شهر أكتوبر المنصرم. من جهتها إكتست الأحياء السكنية الواقعة بمرتفعات مدينة تلمسان مثل القليعة العليا وبودغن وسيدي شاكر وعطار حلةً بيضاء من الثلوج التي تساقطت منذ صبيحة أمس الثلاثاء وإلى غاية الظهيرة. وحسب مصالح الري فإن السدود قد عرفت انتعاشا كبيرا خلال الأيام القليلة الأخيرة بحيث وصل منسوب سد حمام بوغرارة إلى أكثر من 83 مليون متر مكعب من 18 مليون متر مكعب (طاقته النظرية 40 مليون متر مكعب) والسكاك(9 ملايين متر مكعب). غير أن هذه الثلوج قد خلفت في الصبيحة بعض الاضطرابات في حركة المرور وشل شبه تام ببعض الطرقات مثل الطريق الوطني رقم 7 الرابط بين تلمسان وعين فزة والجهة الجنوبية خصوصا الطريق الرابط بين تلمسان وسبدو مرورا بارتفاعات ترني، كما شوهد خلال هذا اليوم إقبال كبير على قارورات الغاز خصوصا ببعض المناطق التي تفتقد إلى شبكة الغاز الطبيعي مثل المداشر الواقعة على الطريق المؤدي إلى بني سنوس الذي يبقى مسدودا أمام حركة المرور منذ أكثر من أربعة أشهر نظرا لأشغال التوسعة الجارية به مما يجبر سكان هذه المناطق المعزولة على الاعتماد على الحطب للتدفئة والطهي".