انطلق الدكتور ''ناصر الدين زبدي'' من دراسة العلاقة بين الفرد وبيئته من أجل الوصول إلى معرفة سبب الصراع القائم بينهم من خلال اتباع منهجية بحث على المستوى الصحي والتربوي في الجزائر. حيث تناول الدكتور زبدي ضمن كتابه ''سيكولوجية المدرس دراسة وصفية تحليلية '' الصادر مؤخرا عن الديوان الوطني للمطبوعات الجامعية اضطرابات السلوك عند المدرس وتحليل أثر العلاقة بين بعض العوامل المهنية ودرجة القلق لدى المدرس المصاب ببعض الأمراض الجسمية وانعكاساتها على دوره التربوي وسلوكه، ومقارنة هذا الأثر مع مثيله لدى المدرس السليم. كما يشتمل الكتاب الذي يقع في عشرة فصول على دراسة ميدانية وصفية هي عبارة عن محاولة بحثية على المستوى الصحي التربوي الجزائري قام خلالها الكاتب بالتعرض لدراسة المظاهر السلوكية البارزة لدى المدرسين غير المتوافقين نفسيا واجتماعيا باعتبار أن المدرس عامل مؤثر ومساهم بشكل مباشر في عملية البناء الإنساني لذا فإن سلوكاته وتصرفاته تعتبر ذات اهمية قصوى، كما ان معاناته الصحية والنفسية ذات تأثير بالغ على الآخرين وقد تشكل انعكاسا خطيرا ومكسبا لاتجاهات غير سليمة. في ذات السياق اكد الدكتور '' زربدي'' أن المظاهر السلوكية التي يمكن ان تبرز من خلال ملامح الفرد وتصرفاته ماهي الا تعبير صريح ومؤشر واضح وترجمة حقيقية لمشاعره وأحاسيسه الداخلية. وقد قدم الباحث دراسته من خلال العمل على عينتين من المدرسين احدهما مصاب بمرض جسدي والثاني يعاني من مشاكل اجتماعية، ليخلص في نهاية بحثه إلى طرح البدائل العلاجية للصعوبات الصحية والنفسية التي يتعرض لها المدرس في حياته التربوية المهنية.