نظمت صباح أمس وزارة الشؤون الدينية والأوقاف ندوة فكرية في اطار حفل تكريمي بمناسبة اليوم العالمي للصحافة وحرية التعبير ألقيت خلاله محاضرة من قبل الأستاذ عز الدين معيمش تحت عنوان »القراءات المعاصرة للنصوص الدينية« كما تم فيه تكريم رجالات الاعلام بمناسبة اليوم العالمي لحرية التعبير ألقيت خلاله كلمات حول حقل الاعلام ومسيرته في الوطن. الندوة التي تغيب عنها وزير الشؤون الدينية في اللحظات الأخيرة بسبب ظرف طارئ، كما أوضح ذلك السيد مدير الشؤون الدينية بالجزائر العاصمة والذي رفع نيابة عنه التهاني لرجال الاعلام. أحيلت بعدها الكلمة مباشرة إلى الأستاذ محمد زبدة مدير إذاعة القرآن الكريم الذي تكلم فيها عن أخلاقيات الصحافة، مذكرا في ذات الوقت أن اليوم الخامس من شهر ماي 1931 تأسست فيه جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وهم جهابذة الصحافة عندنا الأوائل أمثال أبو اليقظان والشيخ البشير الإبراهيمي والعلامة ابن باديس، الرعيل الأول الذي اهتم بالخطاب الديني في زمن كادت تنطمس فيه الشخصية الجزائرية. واستعرض الأستاذ زبدة الاختلافات في الرؤى حول أخلاقيات الصحافة من بلد الى بلد ومن وسيلة إلى أخرى وأحسن تعريف ما استشهد به من شعر رمضان حمود رحمه اللّه حين قال : »إن الصحافة نور للبلاد إذا سارت موفقة في أحسن السبل هي الُفؤاد لشعب غدا سكنا هي الحسام طويل الحول والحيّل« وتطرق الأستاذ زبدة إلى الاعلام على مستوى الوطن العربي خصوصا التطور الذي عرفه وتأخر هذا العالم في الأخذ بأسباب التكنولوجيا باعتبار من يملك الاعلام يملك السيطرة والاعلام العربي وجد نفسه أمام سيل في طريق سريع للمعلومات، في البداية كان ردّه نوع من التجاهل ثم تحول إلى عدم الاهتمام ثم بدأ السعي لشراء التكنولوجيا الأقمار الصناعية ووسائل البث المتطورة. أما عن قضية الاخلاق، فقد أكد مدير اذاعة القرآن الكريم عن وجود اشكاليات في مفهومها ومدلولها، تحديد الأخلاق، الالتزام بها وتفسيرها في الجزائر لأن مرجعية هذه الأخلاق تختلف من بلد إلى بلد من دينية وعرفيه وترجمتها إلى قوانين، كما حددها المحاضر في الصدق واحترام الكرامة الانسانية والنزاهة والمسؤوليّة والعدالة. أما ممثل قناة القرآن الكريم الصحفي مراد بوشحيط، فقد أكد ان قناة القرآن الكريم تسعى لتقديم محتوى جزائري تعتمد على التعريف بأعلام الجزائر في كل المجالات، حفظ القرآن الفقه التفسير. أما الدكتور معيمش فألقى محاضرة تحت عنوان »القراءات المعاصرة للنصوص الدينية« تطرق فيها الى المفكرين المعاصرين في قراءاتهم للقرآن الكريم واعتباره نص كبقية النصوص هؤلاء أمثال ناصر حامد أبوزيد وعلي حرب ومحمد أركون والجابري وحسن حنفي، حيث بدأت هذه القراءات في دراسات أصول الاسلام الكتاب والسنة وآثار الصحابة في اطار تحليل وتفكيك التراث وفتح موضوع الهوية باعتبارها »متغيرة«. وهذا ما نجده في كتاب ناصر حامد أبوزيد »مفهوم النص« الذي احدث ضجة وأصدر الأزهر في حقه حكم المرتد، لكن يضيف المؤلف نترك الردود العنيفة للعدالة وتكون ردودنا على هؤلاء ردودا هادئة فكرية، حيث اعتبروا القرآن كمعطى ثقافي تشكل حسب العادات والتقاليد وحسب العادات العربية المنشودة. المحاضرة نقدية فكرية اراد من خلالها المحاضر بعد دراسة عميقة لأعمال هؤلاء الرواد بالرد عنهم بطريقة منطقية. وللتذكير الندوة الشهرية التي تنظمها وزارة الشؤون الدينية وتحتضنها دار الامام تنتقي لها مدرسة قرآنية لتستضيف الندوة والمدرسة التي كرمت رجال الاعلام هي مدرسة بئر خادم القرآنية.