أطلق بروفيسور يهودي بالتعاون مع طلابه موقعا إلكترونيا يهدف إلى معالجة مشاكل الحياة اليومية من منظور قرآني. ويقول القائمون على الموقع إنهم ''يأملون في أنه سيكون بمثابة جسر بين الإسلام والغرب من خلال تطبيق الحكمة من أقدس كتاب عند المسلمين على مشاكل العصر الحديث''، وقال أستاذ الكلية الأكاديمية العربية للتعليم في جامعة حيفا البروفيسور عوفر غروسبارد ''نسعى إلى تحويل القرآن إلى أداة عصرية، ليجد كل شخص جوابا على أسئلته في النص القرآني من جميع النواحي النفسية والتعليمية.'' ويقسم الموقع فصولا من القرآن إلى مواضيع مثل ''الخسارة، والمرض والمأساة،'' ويقدم إجابات لهذه الأسئلة، مثل ''هل الخسارة ذريعة للعدوان؟'' و''ماذا نقول لشخص يرفض قبول بادرة للسلام؟'' ويعرض الموقع الإجابة على تلك الأسئلة مع الآية القرآنية ذات الصلة، تليها تعليلات نفسية للمسألة. وأضاف غروسبارد ''الموقع يسعى لتوضيح جمال القرآن، بعد أن ألقى التفسير الخاطئ من قبل المتشددين بظلاله الكئيبة النص القرآني، لجعله يبرر التشدد والإرهاب.'' الفكرة خطرت للبروفيسور غروسبارد أثناء تدريسه مادة علم النفس لصف من الطلاب البدو، بعد أن جاءته امرأة بدوية تدعي قائلة ''ما تدرسه لنا لا ينفع على الإطلاق عندما تأتي أم وتقول إن الجن تلبس ولدها''، وقالت مزاريب مخاطبة غروسبارد ''الفكر الغربي والتفسيرات النفسية لا تصلح عند معالجة القضايا العربية، والطريقة الوحيدة لمعالجة تلك القضايا تكمن في القرآن''، مزاريب تخطط للعمل مع الآباء من البدو بوصفها مستشارة المدرسة، وتقول إنها تعتقد أن ''كلمات القرآن مفتاح لمعالجة الكثير من المشاكل التي يعاني منها الآباء والأمهات''، وتضيف ''أحب أن أوضح شيئا للآباء والأمهات في اللغة التي يفهمونها، ذلك أنهم لا يفهمون علم النفس، بل يفهمون تعاليم القرآن... فهو من عند الله، وهذا أمر غير قابل للجدال.'' ورغم ذلك، حث عدد من وسائل الإعلام العربية المسلمين على الحذر من مواقع إسرائيلية تفسر القرآن الكريم ''وفق أجندة سياسية'' من إسرائيل، وبالمقابل يقول البروفسور أكبر أحمد من كلية الدراسات الإسلامية في الجامعة الأمريكية في واشنطن ''ضع السياسة جانبا، فإن فكرة تفسير العلماء اليهود للنصوص الإسلامية ليست جديدة، ويضيف ''أي شيء يعزز التفاهم، وبناء الجسور والصداقة بين الأديان هو مشجع.. لكن البعض في العالم الإسلامي لا بد أن يكون متشككا بالنظر إلى الطبيعة الحساسة لتفسير النصوص المقدسة''، فضلا عن تجارب سابقة تصب كلها في خدمة السياسة الصهيونية في المنطقة، وهو ما يؤكده منحى هؤلاء في الحديث عن السلم والسلام والتعايش بين الجلاد والضحية، على جثة الضحية طبعا.