بعد المشاكل والتأخيرات التي أحاطت بانتاج الفيلم السينمائي الجزائري ''مصطفى بن بولعيد'' تقرر انطلاق عرضه مطلع الشهر القادم بمناسبة مرور الذكرى ال54 للثورة الجزائرية الكبرى المصادف لفاتح من نوفمبر، وذلك بعد تدخل الرئيس الجزائري ''عبد العزيز بوتفليقة'' بصورة شخصية، حرصا منه على اتمام العمل. و للإشارة فان فيلم ''مصطفى بن بولعيد'' يعد عملا سينمائيا ضخما يتنأول سيرة أحد كبار شهداء الكفاح الجزائري، وهو البطل الرمز مصطفى بن بولعيد؛ كما يرصد فترة تاريخية حاسمة في تاريخ الجزائري الحديث وثورتها التحررية الشهيرة (4591-2691) التي توّجت بطرد المحتل الفرنسي من الجزائر بعد سبع سنوات من الكفاح. للتذكير فإن الفيلم من إخراج المخضرم ''أحمد راشدي الذي عمل على تجسيد هذه الملحمة عن سيناريو الكاتب المعروف ''الصادق بخوش'' وقد كان قد بدأ تصوير مشاهد الفيلم أوائل ماي ,2007 في أماكن متعددة من الجزائر وفرنسا وصولا إلى الحدود التونسية الليبية، هذه الأخيرة التي شهدت اعتقال السلطات الفرنسية لمصطفى بن بولعيد وحكمها عليه بالمؤبد، قبل أن تحاكمه ثانية وتصدر في حقه حكما بالإعدام، لكنه نجح في الفرار من السجن وواصل مسيرة المقاومة إلى غاية رحيله الدرامي على اثر انفجار مذياع مفخخ أودى بحياته يوم 22 مارس 1956 وللاشارة فإن فريق العمل جزائري تكوّن من 60 ممثلا وممثلة، يتقدمهم الوجه الجديد ''حسان كشاش'' الذي تقمص شخصية بن بولعيد، كما اشترك في العمل كوكبة من الممثلين المخضرمين والشباب، في حين جرت الاستعانة بخبرات تونسية وإيطالية وفرنسية بغرض إخراج الفيلم في أبهى حلة وبجودة عالية لكي يمثل الجزائر في المحافل الدولية، إذ تمّ جلب أجهزة تقنية من ايطاليا، كما تم تحميض الفيلم في مخابر إيطالية أيضا. وتراهن الجزائر على كبرى المهرجانات الدولية بفيلم مصطفى بن بولعيد، بعد ثلاثة عقود من افتكاكها السعفة الذهبية لمهرجان كان برائعة ''وقائع سنين الجمر'' للمخرج محمد الأخضر حمينة سنة 1975