كشف مدير مركز الإسعاف الاجتماعي لدالي ابراهيم بالعاصمة السيد مصطفى عليلات في تصريح خاص ل ''الحوار'' عن آخر التطورات التي بلغتها عملية توزيع الوجبات الساخنة والأغطية للأشخاص بدون مأوى، والذين يتخذون في كل فصل شتاء من مداخل العمارات والأزقة الضيقة أماكن تحميهم من البرد. تقوم الفرق المتنقلة بالمناوبة لمركز الإسعاف الاجتماعي بالتنقل في شوارع العاصمة ليلا ونهارا لمحاولة التقرب من الأشخاص دون مأوى، الذين هم في حالة اجتماعية وصحية مزرية، كي تقدم لهم المساعدة الاجتماعية تبعا للحالة التي يتواجدون عليها، ويكثف المركز من نشاطاته الاجتماعية في فصل الشتاء حسب ما أوضحه المدير بتخصيص 4 فرق متنقلة تعمل بنظام المناوبة لضمان التغطية الكاملة 24 على 24 ساعة. قال السيد عليلات في تصريح ل '' الحوار'' إن مركز الإسعاف الاجتماعي قد باشر عملية توزيع الوجبات الساخنة والأغطية على المشردين والأشخاص من دون مأوى منذ نهاية شهر أكتوبر وتحديدا في ال 27 منه، موضحا أنه قد تم تجنيد كل الطاقات البشرية اللازمة لذلك من متطوعين وأطباء عامين وأخصائيين نفسانيين، يباشرون عملهم يوميا على الساعة الثامنة والنصف مساء في توزيع الوجبات الساخنة، والتي أوضح أنها عبارة عن وجبات كاملة ومتوازنة متكونة أساسا من طبق رئيسي يحتوي على الخضار الطازجة أو الحبوب الجافة والبروتينات الحيوانية بتنويع اللحوم المقدمة ما بين الحمراء والبيضاء، إضافة إلى البيض والجبن والفواكه الموسمية المساعدة على بعث الحرارة والطاقة في الجسم. وقد بلغت نسبة التوزيع إلى غاية 17 ديسمبر الجاري ما قدره 13600 وجبة ساخنة أي بوتيرة توزيع 260 وجبة يوميا، و275 بطانية وأغطية، حسب ما أفاد به السيد مصطفى عليلات. وأضاف محدثنا أن فرق المركز ومن خلال احتكاكها الدائم بهذه الشريحة من المجتمع لاحظت أنها تصبح هشة وأكثر عرضة للإصابة بالأمراض، ناهيك عن تعرضها للاعتداءات من قبل الغير في إطار الصراع من أجل البقاء في رحلة بحثها عن ما تسد به جوعها بطريقة أو بأخرى انطلاقا من التسول وصولا إلى السرقة والاعتداء، ما شكل لديهم دافعا وحافزا أكبر لمساعدتها. التوزيع يتم على 4 مسارات وعن طريقة العمل، شرح المدير أنها تمس 4 مسارات رئيسية تشكل مراكز التجمع الحيوية للمشردين وهي باب الوادي، ساحة الشهداء، ساحة أول ماي، والأخيرة تضم كلا من بلوزداد، حسين داي، الحراش وصولا إلى الرويبة باعتبارها تحتوي من 75 إلى 80 بالمائة من نسبة مشردي العاصمة، بينما تبقى نسبة ضئيلة موزعة على كل من منطقة بوزريعة، الشراڤة ودرارية التي ستعرف هي الأخرى اهتمام المركز وتلقى المساعدة الاجتماعية بتخصيص فرقتين متنقلتين لها مطلع الأسبوع القادم. وأوضح السيد عليلات أن عمليات المساعدة لا تقتصر على عمل الفرق المتنقلة في توزيع الوجبات والأغطية بل تتعداه إلى استقبال الأشخاص من دون مأوى على مستوى المركز أو بتوجيههم على مراكز أخرى مثل ديار الرحمة، مركز الزغارة، بئر خادم، سيدي موسى، ودار عجزة النساء لدالي إبراهيم حيث يتم التكفل بهم اجتماعيا، طبيا ونفسيا ولا سيما في الأيام التي تعرف اضطرابات جوية قد تأثر على صحتهم. حريق جوان قلص مساحة الإيواء شهد المركز الذي تم تأسيسه في نوفمبر 1998 من طرف ولاية الجزائر حريقا مهولا في جوان 2008 أثر على طاقته الاستيعابية، مقلصا من مساحة الإيواء وفق ما أدلى به المدير في تصريحه لنا، وكشف المتحدث أن الولاية قد اتخذت قرارا لإعادة بنائه مع مطلع السنة المقبلة وفقا لمعايير دولية للإيواء الاستعجالي بحيث يجمع العديد من الفئات بما فيها المجانين. كما سيتم على مستوى المركز الحالي تهيئة أمكنة ومساحات للأشخاص في حالة طارئة للمبيت لفترة ليلة واحدة في فترات التقلبات والاضطرابات الجوية، في انتظار تحويلهم على مراكز أخرى حسب ما تقتضيه ظروفهم النفسية والعقلية والصحية.