ما يزال الغموض يلف الوضع بالعاصمة الغينية كوناكري بعد يوم من انقلاب عسكري نفذه عدد من ضباط الجيش بعيد غياب الرئيس لانسانا كونتي، بينما عقد الاتحاد الأفريقي اجتماعا طارئا لبحث الوضع بهذا البلد الواقع غربي القارة. بدأ مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي أمس الأربعاء اجتماعا طارئا حول الوضع في غينيا بمقر المنظمة في أديس أبابا، وقبل بدء الاجتماع المغلق وقف السفراء الأعضاء في مجلس السلم والأمن الإفريقي دقيقة صمت تكريما لذكرى الرئيس الغيني لانسانا كونتيه الذى توفى فجر أول أمس. وكان الاتحاد الإفريقي قد أدان بشدة محاولة الانقلاب العسكري في غينيا بعد ساعات قليلة على إعلان وفاة رئيس الدولة الغيني معلنا عن عقد اجتماع طارئ لمجلس السلم والأمن لبحث تطورات الوضع غينيا في ضوء وفاة الرئيس كونتي والتي أعقبها الإعلان عن تعليق الدستور و حل مؤسسات الدولة من طرف عناصر من القوات المسلحة. واعتبر جون بينغ رئيس مفوضية الاتحاد الافريقى الإنقلاب''انتهاكا صارخا للدستور الغيني'' الذى ينص على تولى رئيس البرلمان للسلطة خلال الفترة الانتقالية و''خرقا لإعلان لومى'' الصادر في شهر جويلية عام 2000 والقانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي والميثاق الأفريقى حول الديمقراطية والانتخابات والحكم الرشيد. وكان مفوض السلم والأمن بالاتحاد رمضان العمامرة قد أدان بشدة ما حصل بغينيا، قائلا إنه في حال ثبت وقوع انقلاب فإنه يعد خرقا فاضحا للدستور والشرعية الأفريقية التي تمنع التغييرات غير الدستورية للحكومة، من جانبهما دعت كل من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي إلى انتقال سلمي وديمقراطي للسلطة في غينيا التي تعتبر أكبر مصدر بالعالم لمادة البوكسيت التي تستخدم بصناعة الألومنيوم، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض ''نحن نعمل مع شركائنا بالمنطقة والدول الأخرى والاتحاد الأفريقي لتشجيع المؤسسات بغينيا لاتخاذ كافة الخطوات اللازمة لإرساء انتقال سلمي وديمقراطي للسلطة". وأقر توني فراتو بصعوبة الموقف قائلا ''من الواضح أن المنطقة مضطربة، وتاريخها لم ير في الغالب هذا النوع من الانتقال السلمي والهادئ للسلطة''، وأصدرت فرنسا أيضا بصفتها الرئيس الحالي للأوروبي بيانا جاء فيه ''إن رئاسة الاتحاد تدعو كل الزعماء السياسيين والقادة العسكريين والمدنيين إلى الالتزام ببنود الدستور لضمان انتقال سلمي بهدف إجراء انتخابات حرة تتمتع بالشفافية بصفة عاجلة''. وقالت باريس أيضا إنها ستعارض أي انقلاب يحدث في مستعمرتها السابقة