أشلاء متناثرة.. دماء.. أجساد مقطعة وأخرى متفحمة.. وجدران مهدمة.. أصوات صراخ... هكذا بدا المشهد داخل وفي محيط مدرسة الفاخورة في مخيم جباليا شمال قطاع غزة بعد ان قصفتها الطائرات الإسرائيلية بعدة صواريخ. بصعوبة نجح عدد من رجال الإسعاف والمواطنين في الوصول إلى المكان المستهدف وعيونهم إلى السماء تراقب حركة الطائرات التي تتأهب لإطلاق المزيد من الصواريخ، ارتجف أحد ضباط الإسعاف من هول المشهد.. آوى إليها المئات من المدنيين الفارين من القصف ، ما أدى إلى استشهاد 45 فلسطينياً وقال 'منذ أكثر من عشرة ايام ننقل جرحى وإصابات.. تابعت استشهاد عائلات بأكملها.. لكن لم أر في حياتي مثل هذه المشاهد'، وقصفت الطائرات الإسرائيلية بعدة صواريخ المدرسة التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) التي آوى إليها المئات من الفلسطينيين الفارين من القصف والتوغل الإسرائيلي، ما أدى وفق حصيلة غير نهائية إلى استشهاد 45 فلسطينياً وإصابة أكثر من 50 بجروح.، ونقل الشهداء والأشلاء والجرحى إلى مستشفى كمال عدوان والعودة شمال القطاع، ومنهما جرى تحويل العديد من الجرحى ذوي الإصابات الخطيرة إلى مستشفى الشفاء بغزة، أكبر مشافي القطاع الذي يعج هو الآخر بمئات الجرحى الذين أصيبوا خلال الأيام الماضية ولم تعد لهم أسرة في المشفى. ووصف المتحدث باسم حماس في شمال قطاع غزة عبد اللطيف قانوع ما حدث أيضاً ب'المجزرة' معتبراً استهداف المدنيين بهذا الشكل دليل تخبط الاحتلال وفشله في مواجهة المقاومة الفلسطينية. وزعمت اسرائيل انه تم قصف المدرسة التي تمركز مقاتلون فلسطينيون بحسب ما قالت في حين نفت الأممالمتحدة أن يكون مقاتلون فلسطينيون . وقال كريس غانيس الناطق باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) ''اثر تحقيق أولي نحن على ثقة بنسبة 99.9% ان المدرسة كانت خالية من ناشطين ومن نشاطات عسكرية''.، وأضاف ''نطالب بتحقيق مستقل. وفي حال تم انتهاك قانون الحرب يجب ان يحاكم المسؤولون''. ، من جهته وصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ، الاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت ثلاث مدارس تابعة للأمم المتحدة في قطاع غزة سقط في إحداها أكثر من 40 قتيلا بأنها ''غير مقبولة على الإطلاق''.، وأشار بان كي مون في بيان إلى أنه تم إبلاغ السلطات الإسرائيلية بمواقع هذه المدارس التي تستخدم ملاجىء للفلسطينيين الذين أصبحوا بلا مأوى بسبب الهجوم الإسرائيلي وأن هذه المواقع معروفة لدى الجيش الإسرائيلي، وأضاف:'' أن ذلك لم يمنع حدوث مأساة اليوم وأنا قلق جدا لذلك. إن هجمات القوات الإسرائيلية هذه التي تهدد منشآت الأممالمتحدة التي تستخدم ملاجىء غير مقبولة على الإطلاق ولا ينبغي أن تتكرر''.، وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون انه سيزور فلسطين وإسرائيل الأسبوع القادم ، مشيرًا إلى انه من الضروري التوصل إلى هدنة في غزة قبل ذلك الحين.ودعا كي مون الشركاء الإقليميين والدوليين إلى استخدام نفوذهم لإجراء الحوار والعودة إلى المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية التي قال انها كشفت عن ''دلائل مشجعة'' وان كانت ''متواضعة'' على تحقيق التقدم، وأضاف ان الحاجة ملحة لكي يواصل الإسرائيليون والفلسطينيون سيرهم على طريق تحقيق السلام.