أمام إصرار وتعنت أولمرت على استمرار العدوان على غزة و تواصل القصف والتوغل البري والغارات الإسرائيلية المكثفة على القطاع، ومع دخول العدوان يومه الثالث عشر والذي خلف أكثر من سبعمائة شهيد إضافة إلى أكثر من ثلاثة آلاف جريح، تتواصل مظاهر الإحتجاج والغضب فى الجزائر كما الدول العربية وحتى الأجنبية. ...قبل أن تتفاقم الكارثة البشرية بالقطاع ففي الجزائر العاصمة خرج مئات الجزائريون من كتاب فنانين وشعب في مظاهرات حاشدة منذ الخامس جانفي الفارط، حيث تجمع الفنانون أمام قاعة ''المقار'' تنديدا بالجرائم الصهيونية في حق الشعب الفلسطيني الاعزل وتواصلت التجمعات في ال7 من جانفي أمام مقر المسرح الوطني الجزائري بساحة بورسعيد حيث احتج اكثر من 100 كاتب ومسرحي وفنان، مناشدين ضمير العالم أن يتحرك بسرعة قبل أن تتفاقم الكارثة البشرية بالقطاع . وقد تمت بالمناسبة إلغاء جميع التظاهرات والنشاطات الفنية والثقافية التي كانت مبرمجة خلال العام الجديد تضامنا مع الاخوان في غزة. الجزائر لم تكن الوحيدة في وقفتها التضامنية هذه بل العديد من الدول العربية، وحتى الاجنبية ابدت تضامنها ووقوفها إلى الشعب الفلسطيني في نكبته حيثأعلنت أمانة احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية 2008 إلغاء حفل ختام فعاليات الاحتفالية الذي كان من المقرر ان تقيمه في منتصف جانفي الجاري نظرا ''للظروف المؤلمة التي يمر بها الشعب الفلسطيني في غزة''. وفي اليمن اشتركت ريشة أكثر من 25 تشكيليا في رسم جداريات الصمود التضامنية مع أبناء الشعب الفلسطيني، المرابط في وجه آلة الحرب الصهيونية بقطاع غزة ضمن تظاهرة اللون في المرسم المفتوح، المقام بصرح باب اليمن في مدينة صنعاء التاريخية. كما تعهد اتحاد كُتَّاب مصر برفع دعوى قضائية ضد إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة. أدانت صحف ومحطات تليفزيونية كورية جنوبية الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في قطاع غزة بقتل المئات وجرح الآلاف منهم. من جهتهم وصف الكوريون الهجوم الإسرائيلي على المدارس التابعة للأمم المتحدة في قطاع غزة والذي أدى إلى استشهاد ما لا يقل عن 42 شخصا من الأبرياء بأنه ''جريمة ضد الإنسانية'' . مجزرة جديدة ضد الانسانية وعلى الصعيد المغربي أدان اتحاد كتاب المغرب بشدة العدوان الإسرائيلي الهمجي الجديد على غزة، وأصدر بيانا في هذا الصدد استنكر فيه الهجوم الجوي والبري والبحري ضد الفلسطينيين العزّل المحاصرين في غزة، وبخاصة النساء والأطفال. واعتبر البيان الحرب بأنها مجزرة جديدة ضدّ الإنسانية، ترمي إلى الإبادة الجماعية. وفي الكويت قررت اللجنة العليا المنظمة لمهرجان ''هلا فبراير'' إلغاء جميع الحفلات والفعاليات المصاحبة للمهرجان، وذلك تضامناً مع المجزرة التي يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على يد آلة الحرب الإسرائيلية حيث كان من المقرر إقامة المهرجان في دولة الكويت مطلع فيفري القادم. هذا وقررت اللجنة أيضاً تخصيص جزء من ريع شهر التسوق لأهل غزة، وذلك لمساعدتهم في ظل الحصار الذي تفرضه السلطات الإسرائيلية على قطاع غزة. وفي سياق متصل انتقد عشرات من المثقفين العرب في بيان لهم المواقف الرسمية لحكومات بلادهم من ''الجريمة الإسرائيلية المتواصلة'' على غزة التي وصفوها بالمدينة المقاومة، التي أعادت طرح القضية الفلسطينية على الشارع العربي والمجتمع الدولي. وقال البيان الصادر في لندن إنه يهدف إلى تنبيه الرأي العام العالمي ''إلى مسؤوليته عن الجريمة الإسرائيلية المتواصلة، برعاية أمريكية وأوروبية طالما هو مسترسل في الصمت عما يجري الآن في غزة، وفي تجاهله والتستر عليه''. ووصف البيان ما يحدث في غزة للأسبوع الثاني بأنه ''انتهاك لإنسانية الإنسان، وسلسلة من أبشع جرائم عصرنا، ورغم ذلك فإن الحكام والزعماء العرب لم يتوصلوا حتى الآن إلى جملة مفيدة في تعريف ما يجري.'' وحث البيان الجمعيات الأهلية والهيئات الحقوقية العربية والدولية على التحضير لمحاكمة ''المتورطين في هذه الجرائم'' أمام محاكم دولية، وعلى رأس هؤلاء القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية، وكذلك الطيارون الذين ''ينفذون جرائم الإبادة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة، ويفرضون عليها عقوبات جماعية فاشية، تخالف كل المواثيق والأعراف الإنسانية''.