اختلفت أساليب الدعم، لكن الدعم كان واحدا، وتنوعت مظاهر التضامن، لكن التضامن بقي واحدا، واختلفت الشعارات المرفوعة في مختلف المظاهرات، لكن المظاهرات كانت واحدة، واختلفت أساليب القتل لكن القتل كان واحدا... فعلى مدى أسبوعين صرنا ونحن نتابع التغطية الإعلامية للحرب على غزة عبر جل الفضائيات العربية المجندة لذلك شبه أحياء... جفت دموعنا وصرنا بالتدريج يوما بعد يوم لا نصدم لرؤيتنا مختلف أنواع التنكيل التي لحقت ولا تزال تلحق بإخواننا في غزة، غير أن الشعب الفلسطيني بغزة وفلسطين عامة أبى إلا أن يصمد مادامت المقاومة مستمرة وما دامت الحرب على غزة متواصلة... ولأن هذا الشعب قوي كذلك فإننا قررنا أن نصمد، سنتظاهر ونهتف ونقاوم على طريقتنا الخاصة من القالة إلى تلمسان، ومن البريد المركزي بقلب العاصمة الذي جمعت ساحته منذ أيام أعدادا هائلة من المتبرعين بدمائهم للإخوان الفلسطنيين، إلى الجنوب الجزائري الشامخ ... وكلنا عزيمة شعبا وحكومة أنه مادامت غزة صامدة فلا يحق لنا خذلانها... فلندعم صمود غزة، التي تقاتل بضراوة شرسة أعداءها، بمسيرات ضخمة وهتافات عالية، نعم نستطيع أن نفعل الكثير ونستطيع الوقوف إلى جانب أهل غزة الذين يمثلون في صمودهم ما تبقى للأمة من عزة. جانب هام لابد علينا إظهاره وإشهاره في مظاهراتنا من أجل غزة، لأنها ليست ''صدقة'' يطلب فيها أن لا تعلم اليد اليسرى ما تعطي اليمنى، وإنما هو انتصار وغوث واستجابة لملهوف، ونداء لابد من إشهار ذلك وإشعار أنفسنا وغيرنا من صديق أو عدو أننا ما زلنا نؤمن بأمتنا وبشعبنا وبالصمود طريقا للبقاء في وجه هذا العدوان العاتي الذي يريد أن يقتلع من أنفسنا كل مواجهة له أو مقاومة لعدوانه.. نعم نقولها ''لا'' بملء الفم .. لا للهيمنة الإسرائيلية على المنطقة.. لا للعدوان واستمراره .. لا للاحتلال.. لا لإنكار الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني بما في ذلك دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.. لا للخنوع والاستسلام، لا للخوف واعتبار إسرائيل قدرا لا يقهر .. لا لضعفنا وقلة حيلتنا ويأسنا.. الفلسطينيون ماتوا في الهدنة وماتوا في الحصار وماتوا في البحث عن السلام ويموتون الآن في العدوان عليهم منذ أسبوعين، فماذا عليهم أن يفعلوا وقد استوى عندهم النور والظلام ، فمن لم يمت عندهم بالجوع مات بقذيفة أو عطشا أو خوفا أو حصارا .. ولأن ما بين الهزيمة والنصر سوى صبر ساعة، فإن إخواننا صابرون ويتحملون.. وإذا كان الفلسطينيون في غزة قد قدموا إلى الآن أكثر من أربعة آلاف بين شهيد وجريح .. فما الذي بقي عليهم أن يخسروه بعد أن خسروا خوفهم.. لذا كان لزاما علينا أن ندعمهم في صمودهم.