أثبت التحقيق الوطني الذي أنجزته وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات خلال سنة 2006 حول المؤشرات الصحية للمجتمع الجزائري، أن نسبة 3ر2 فقط من النساء الجزائريات في سن الإنجاب تستعملن اللولب. وقالت مديرة السكان بوزارة الصحة الدكتورة نصيرة كداد استنادا إلى نفس التحقيق إن معدل النساء الجزائريات اللواتي تستعملن موانع الحمل يصل إلى 4ر61 بالمائة بنسب متقاربة بين الأوساط الحضرية والريفية. كشفت مصادر من وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات في تصريح سابق ل ''الحوار'' على هامش أحد الأيام الدراسية لتقييم البرنامج الوطني للتشخيص المبكر عن الفيروس المتسبب في سرطان عنق الرحم، في ردها على مدى تطور برنامج الوزرة في مجال ترقية استعمال اللولب، أن حبوب منع الحمل تبقى - حسب نفس التحقيق السابق - في مقدمة مختلف طرق منع الحمل المستعملة بالجزائر بنسبة 52 بالمائة تليها الطرق التقليدية ب 4ر9 بالمائة وفي الأخير اللولب بنسبة 3ر2 بالمائة، وأوضحت مديرة السكان أن الوزارة تبذل مجهودات كبيرة لترقية استعمال اللولب بجانب وسائل منع الحمل الأخرى لفائدة 9 ملايين امرأة في سن الإنجاب وأن الاحتياجات الحالية في هذا المجال تقدر ب 26 مليون وحدة بين الحبوب واللوالب. 25 بالمائة من المستعملات تؤكدن غياب التوعية وأشارت دراسة أخرى أنجزتها الجمعية الجزائرية للتخطيط العائلي خلال سنة ,2007 لفتت لها المديرة الانتباه، حول استعمال اللولب كوسيلة من وسائل منع الحمل بالجزائر على عينة من النساء بمختلف أنحاء القطر، إلى أن النسبة الكبيرة من اللواتي تم استجوابهن لا ترغبن في استعمال اللولب، وجاء في الدراسة أن نسبة 7ر97 بالمائة من المشرفين على هذه الدراسة من قابلات وأطباء وتقنيين قدموا توجيهات حول طرق استعمال موانع الحمل دون الإشارة إلى توفرها بالسوق الجزائرية أو بمراكز حماية الأمومة والطفولة. وأثبت التحقيق أنه تم تقديم معلومات حول استعمال اللولب بصفة عفوية من طرف ثلاثة أرباع السلك المشرف على العملية، مؤكدا أن نسبة 25 بالمائة من مستعملات اللولب أشرن إلى غياب تغطية طبية أو قلة الإعلام حول هذا النوع من موانع الحمل. اللولب يحمي من سرطان عنق الرحم ويرى الأستاذ كابوية رئيس الجمعية الجزائرية للتخطيط العائلي أن الجزائر تعد من أضعف الدول العربية في استعمال اللولب كوسيلة من وسائل منع الحمل، مرجعا هذا الضعف إلى قلة الاتصال والذهنيات السائدة. ودعا الأستاذ كابوية مختص في طب النساء والتوليد إلى ضرورة وضع توازن بين طرق استعمال موانع الحمل بتشجيع استعمال اللولب لأنه، كما أضاف، غير مكلف ويحمي المرأة من مختلف الأمراض ولاسيما سرطان عنق الرحم من خلال إخضاعها للمراقبة الطبية والفحوصات المستمرة. ويعتبر المختص أن استعمال اللولب فعال بنسبة 90 بالمائة ما جعله يحث على وضع مشروع تعاون بين وزارة الصحة والمجتمع المدني حول ترقية صحة الإنجاب ورفع الحواجز التي مازالت تقف في وجه استعمال اللولب، فبتوفير الوزارة للعدد الكافي من اللوالب وتحقيق نسبة 10 بالمائة من استعماله تكون الجزائر قد خطت خطوات كبيرة في مجال صحة الإنجاب واستعمال موانع الحمل.