أكد فوزي أمقران نائب مدير مكلف بالبحث والدراسات بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أمس أن نسبة 4ر61 بالمائة من النساء في سن الإنجاب بالجزائر تستعملن وسائل منع الحمل. وقال أمقران بمناسبة إحياء اليوم العالمي للسكان الذي تحتفل به منظمة الأممالمتحدة هذه السنة تحت شعار '' التخطيط العائلي حق لنجعل منه حقيقة '' أن من بين 4ر61 بالمائة من النساء اللواتي تستعملن وسائل منع الحمل 52 بالمائة من بينهن يتناولن حبوب منع الحمل. وحث أمقران في هذا الاطار على ضرورة تنويع وسائل منع الحمل بالجزائر داعيا إلى ترك الاختيار للمرأة فيما يخص الوسائل. وركز المختصون خلال هذا اللقاء على سن الزواج، حيث أثبتت مختلف الدراسات والتحقيقات التي قامت بها وزارة الصحة بالتعاون مع المنظمات الأممية أن سن الزواج بالجزائر تراجع إلى 30 سنة وما فوق بالنسبة إلى الجنسين. ويرى هؤلاء المختصون أن أسباب تأخر سن الزواج تكمن في التطور الذي عرفه المجتمع مثل دراسة الفتاة ورغبتها في الحفاظ على منصب شغلها، بالإضافة إلى العوامل الاجتماعية والاقتصادية وفي مقدمتها مشكلة السكن التي تلعب دورا كبيرا في هذا التأخر. وفيما يتعلق بالخصوبة بالجزائر التي قدرت خلال السنوات الأخيرة ب27ر2 طفل لكل امرأة فإن الخبراء يدقون ناقوس الخطر حول تجديد الأجيال في حالة تدني النسبة إلى 1ر2 طفل لكل امرأة وهي النسبة التي تسجل حاليا بالدول الأوروبية. وأكدت الأستاذة مليكة لعجالي من المعهد الوطني للصحة العمومية ومن بين النساء اللواتي ساهمن في ترقية الأسرة الجزائرية والتخطيط العائلي منذ سنوات الستينيات أن '' وسائل منع الحمل حررت المرأة وجعلتها تدق الباب الواسع للشغل وتهتم أكثر بتربية عائلتها من خلال تخطيط الحمل وتباعد الولادات ''. ودعت الأستاذة لعجالي السلطات العمومية إلى ضرورة توفير وسائل منع الحمل والاستثمار في التربية الصحية. وقالت إن القابلات لعبن دورا كبيرا في مجال التخطيط العائلي خاصة بالمناطق التي ينعدم بها أطباء مختصون مؤكدة بأن نظرة المجتمع الجزائري قد تغيرت وتطورت في مجال التخطيط للنسل وتباعد الولادات. أما ممثل صندوق الأممالمتحدة للسكان بالجزائر ليندسين ادواردز فقد أكد من جهته أن الصندوق التزم بالدفاع عن كرامة الإنسان من أجل تحقيق أهداف الألفية في المجال الصحي والقضاء على الفقر والمجاعة في العالم وتحسين صحة الجميع. ودعا ليندسين إلى توحيد الجهود من أجل تحسين صحة الإنجاب مع آفاق 2015 وحماية صحة الأم والطفل وتوفير الموارد اللازمة لذلك والعمل على التخفيض من وفيات الأمهات الحوامل والأطفال الرضع. وحث على وضع هياكل صحية بالقرب من الأمهات والنساء لتوفير العلاج ودعمه نوعا وكما. وأكد الممثل الأممي على التكوين في مجال التخطيط العائلي لمكافحة الفقر وجعل صحة الإنجاب أولوية الأوليات، حيث أن الاستثمار في تباعد الولادات يؤدي إلى التكفل الأحسن بالتربية والتدريس والتغذية وغيرها.