افاد '' عبد الرزاق مقري'' نائب رئيس مؤسسة القدس في الجزائر أن نجاح المقاومة الفلسطينية في حربها الاخيرة ضد اسرائيل اسفرت عن سقوط الكثير من النظريات السياسية التي لطالما كانت قاعدة ثابتة مستحيلة التغيير. وتأتي في مقدمة هذه النظريات الفكرة التي كثيرا ما سيطرت على الذهنية العربية والتي تؤكد أن الكيان الصهيوني قوة عالمية لا يمكن هزيمتها لتثبت المقاومة اليوم العكس باسقاط هذه النظرية تحت انظار العالم، فبعد الضربة التي وجهت لاسرائيل بلبنان سنة 2006 توجه لها اليوم ضربة اكثر قوة بغزة مع فارق الزمان و المكان ، ورغم أن هذين العاملين كانا محدودين بغزة سقطت اسرائيل بشكل فادح . ايضا اعتبر مقري ان نظرية التسوية هي من اهم النظريات التي تم اسقاطها خلال فترة المقاومة وسقوطها كان بفعل الكيان الصهيوني في حد ذاته الذي غدرعرفات و داس على كل الاتفاقات و على رأسها اتفاقية أوسلو. وفي سياق آخر أكد ضيف منتدى الاذاعة الثقافية اول امس ان الزعماء الاسرائليين اليوم امام ورطة حقوقية حقيقية، بعدما كشفت القنوات الفضائية العالمية بشاعة جرائمهم للعالم صوتا وصورة لتصبح المساءلة القانونية الدولية حقا شرعيا لكل مواطن فلسطيني، ويبقى على الزعماء العرب حمل القضية والسير بها امام محكمة العدل الدولية والمنظمات الحقوقية، رغم ان الكيان الصهيوني سترتفع متاريسه لحمايته من هكذا ورطة . و استنادا لما تقدم به ذات المتحدث يتأكد لنا ان وقف اطلاق النار ونهاية العدوان على غزة هو بداية لحرب سياسية اكثر خطورة واشد شراسة ليصبح على القادة الفلسطينيين والعرب ادارتها بكثير من العبقرية خاصة وأن ميزان الغلبة اليوم في صالح حركة حماس والدول الممانعة على غرار تركيا وامريكا الجنوبية اضافة الى البعد الشعبي القوي على مستوى فلسطين وخارجها غير أن هذا لا يمكنه ان يحد من تفاقم المخاوف في الشارع العربي والفلسطيني على حد سواء في ما يخص امكانية فشل المقاومة السياسية او رضوخها لمطلب التسوية الذي اثبتت التجربة عدم نجاعته، وتجربة ياسرعرفات قد تكون خير دليل على عدم صلاحية خيار التسوية حيث انه و بعد اكثر من 10 سنوات وجد الشهيد عرفات نفسه امام طريق مسدود يفرض عليه التنازل عن القدس وعن عودة اللاجئين الفلسطينين الى اراضيهم وكان رفضه هو سبب استشهاده. ومن هنا يصبح اساس اختلاف الفصائل في فلسطين مفروغ منه ومتفق عليه ويبقى ان يركزوا على توحيد استراتيجياتهم والالتزام باشراك كل الفصائل على مائدة المفاوضات بما فيها حركة فتح، التي تتضمن الكثير ممن يرفضون التسوية التي ينادي بها محمود عباس خاصة وأن ميزان القوة اليوم هو في صالح حماس التي يمكنها اليوم المفاوضة بقوة اكبر لانها تمتلك شرعية مقاومة '' السلاح '' اضافة الى الشرعية الشعبية التي منحها اياها الشعب الفلسطيني خلال الانتخابات الاخيرة. فلا مستقبل للمقاومة الفلسطينية الا بالوحدة التي قد تاخذ شكلين اولهما المفاوضات و ثانيهما الغلبة للفصيل الذي يزكى بالدعم الجماهيري.