أكد شكيب خليل وزير الطاقة والمناجم رغبة الجزائر في توسيع علاقاتها التجارية مع البيرو لتشمل المجالات خارج قطاع المحروقات، على اعتبار اقتصارها على الاستثمارات الطاقوية بفضل مشاريع الشركة الوطنية للمحروقات ''سوناطراك'' في حقول ''كوميسا'' الغازية، حيث وصلت قيمة استثمارات ''سوناطراك'' إلى ما يربو عن 300 مليون دولار، مؤكدا أن ذات المشروع يعد أكبر استثمار لها في الخارج. وأوضح خليل أمس الأول عقب مباحثات أجراها مع الرئيس البيروفي آلان غارسيا بالقصر الحكومي للبيرو أن الجزائر وافقت على إمكانية نقل تجربة مجمع ''سوناطراك'' في استخراج واستكشاف النفط إلى الشركات البترولية البيروفية، عن طريق تبادل الزيارات السنوية للخبراء والتقنيين من البلدين، مضيفا أن المباحثات مع الرئيس آلان غارسيا قد تناولت إمكانية التوصل إلى اتفاق في مجال تدريب الخبراء من كلا البلدين في مجال الغاز الطبيعي، وخصوصا الغاز الطبيعي المسال والبتروكيماويات وغيرها من المشاريع الطاقوية، حيث تم التوصل إلى هذا الاتفاق خلال اجتماع ثنائي بين ممثلين عن وزارات الطاقة والمناجم ومسؤولين من وزارة الطاقة البيروفية. وشدد خليل على ضرورة توسيع التعاون الثنائي في مجال تبادل الخبراء في قطاعات البناء، النفط، ونقل الغاز الطبيعي المسال، وكذلك تدريب المهنيين في مجال تقنية المواد الهيدروكربونية، وهو نفس ما أكد عليه وزير الطاقة البيروفي بيدرو سانشيز حين أبدى رغبته في تدعيم العلاقات التجارية مع تعزيز معدلات التصدير نحو الجزائر التي تجاوزت حسبه 30 مليون دولار خلال العام الماضي، والتي ارتكزت أساسا على المعادن مثل الزنك، إضافة إلى المصبرات. ومن المتوقع أن يجتمع خليل اليوم مجددا مع الرئيس آلان غارسيا لتوثيق الاتفاقيات، فضلا عن استقباله من طرف لويس فيلاسكيز رئيس الكونجرس وغيرها من السلطات البرلمانية، في حين سيعاين غدا مصنع تكرير النفط بمنطقة ليما الجنوبية، إلى جانب حقول ''كوميسا'' الغازية التي بلغت احتياطاتها 6ر29 مليار متر مكعب، والتي تنتج حاليا 52ر6 مليون م مكعب يوميا، علما أن شركة سوناطراك تساهم في تطوير هذا الحقل منذ 2002 ضمن مجموعة شركات نفطية أخرى، بهدف تعزيز مكانتها كفاعل هام في الصناعة البترولية والغازية من خلال تنويع العمليات والمناطق الجغرافية التي تستثمر بها.