تمكنت قوات الأمن ببومرداس ليلة الأربعاء إلى الخميس الماضي من القضاء على الأمير السابق لكتبية ''الفتح'' الإرهابية المدعو عمر بن تيطراوي'' والملقب ب '' يحيى أبو الهيثم ''بالمدخل الشرقي لمدينة بومرداس، لتسترجع سلاحا ناريا من نوع كلاشينكوف كان بحوزته، وذلك في حدود الساعة التاسعة ليلا. وأفادت مصادر موثوقة ل ''الحوار'' أن قوات الأمن قد ترصدت تحركات الإرهابي الذي تسلل إلى الحي لتناول وجبة العشاء بإحدى المطاعم الموجودة هناك، لتستدرجه بعد ذلك إلى مكان خال من المواطنين، وتطلق عليه وابلا من الرصاص أردته قتيلا مما سمح لها باسترجاع سلاحه الذي كان بحوزته. وذكرت مصادرنا أن الإرهابي المقتول ينحدر من بلدية قورصو التابعة لولاية بومرداس، مضيفة أنه من أخطر العناصر الإرهابية النشطة على مستوى محور بودواو- قدارة قورصو، وأكثرها دموية، حيث أنه كان من أوائل المجرمين الذين التحقوا بصفوف الجماعات الإرهابية عام ,1992 ليتولى بها إمارة كتيبة الفتح التي قام من خلالها بعدة اعتداءات وعمليات إجرامية، استهدفت في معظمها رجال الأمن، وكذا العناصر التائبة من الإرهابيين الذين تخلوا عن العمل الدموي والتحقوا بمسار المصالحة الوطنية، إلا أن سجله الدموي لم يشفع له في أن يبقى أميرا على أقرانه من الإرهابيين، الأمر الذي عجل بعزله مع بداية هذا القرن عن إمارة الكتيبة بعد خلافاته مع قادة الجماعة السلفية للدعوة والقتال، ورغم ذلك واصل المعني نشاطه الإرهابي ضمن صفوف سرية الفتح، ولم يغادرها رغم الخلافات التي كانت بينه وبين عدة قادة في مجموعة الدعوة والقتال الإرهابية. وقد كان الإرهابي المقضي عليه من طرف عناصر الأمن قد صدرت في حقه عدة أحكام غيابية من طرف غرفة الجنايات لمجلس قضاء بومرداس، تراوحت بين السجن لمدة عشرين سنة والمؤبد والإعدام، وبتهم تمحورت حول إنشاء جماعة إرهابية، والقتل عن سبق الإصرار والترصد ونشر الخوف والرعب في أوساط المواطنين. وتأتي عملية القضاء على الأمير السابق لكتيبة الفتح بعد أيام قليلة من تسليم أمير كتيبة الأنصار التابعة للجماعة السلفية للدعوة والقتال لمنطقة الوسط بن تواتي علي المكنى ''أبو تميم'' نفسه لمصالح الأمن، والذي تخلى عن العمل الإرهابي في 28 جانفي الماضي، حيث تمت عملية الاستسلام بمنطقة عزازقة بولاية تيزي وزو، وقال أبو تميم حينها إنه ولكي تجري عملية الاستسلام بنجاح وقصد إبعاد شكوك الجماعة الإرهابية، أوهم الجماعة الإرهابية أنه يود الالتحاق بجماعة أخرى تنشط في جبال إعكوران بالولاية نفسها، لتفقد سرية ''الشعرى'' التي تنشط هي الأخرى تحت لواء كتيبة ''الأنصار''، مضيفا أن توبته جاءت بهدف استفادته من الأحكام التي ينص عليها ميثاق السلم والمصالحة الوطنية. وفي السياق ذاته، كان وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين يزيد زرهوني قد بيّن أن عناصر الجيش الوطني الشعبي قد قضت على النواة الصلبة للجماعات الإرهابية النشطة بكل من تيزي وزو وبومرداس والولايات الأخرى لمنطقة الوسط، مجددا تأكيده أن الدولة لن تتواني في القضاء على جماعات الرعب أينما كانت، وحيثما حلت.