سادت صبيحة أمس، بمركز البريد بجاية أجواء لم تكن لتعرفها لو لا مخلفات لإضراب العمال،الذي استمر 13 يوما،و عطل مصالح المواطنين فبمجرد سماع أصحاب الحسابات البريدية الجارية خبر وقف الإضراب والتحق الموظفين بمناصب عملهم حتى هبوا نحو مراكز البريد بالآلاف، معربين عن خوفهم من حدوث اضطرابات بشبكة الإنترنيت أو نقص في السيولة، ما قد يمدد عمر معاناتهم، الأمر الذي خلف حالة من الفوضى و التدافع و سلسلة طوابير لا متناهية.بدت انعكاسات إضراب عمال البريد واضحة على ملامح زبائن مؤسسة بريد لجزائر، الذين عبروا عن عدم رضاهم لطول فترة توقف الموظفين عن العمل، ما أحدث بحسبهم عجزا في نفقاتهم اليومية بسبب عدم تمكنهم من سحب أموالهم في الوقت المعتاد سابقا.في جولة ميدانية قادتنا إلى بعض مراكز البريد بولاية بجاية، في أول يوم يلي وقت الإضراب،الذي دخل فيه العمال و استمر تقريبا أسبوعين، شهدت مركز بريد"الحرية" المركزي بعاصمة الولاية حركية غير عادية، ميزها توافد آلاف المواطنين من كلا الجنسين و مختلف الأعمار و القطاعات على شبابيك سحب الأموال. و خلف توافد الأعداد الكبيرة من المواطنين على البريد المركزي، بحكم موقعه في قلب العاصمة،حالة من الفوضى و الاكتظاظ داخل بهو المؤسسة،و سلسلة طوابير وصلت مشارف المدخل الرئيسي، ما ولد أيضا حالة من التدافع بين المواطنين،و خلف موجة استياء واسعة وسط فئة المتقاعدين و النساء بالدرجة الأولى حيث قال أحدهم إنه ملزم بسحب الأموال و لو كلفه الانتظار ساعات من الوقت،كون الإضراب دفعنا إلى طلب قروض من أصدقاء لنا لتغطية نفقاتنا اليومية، و نحن اليوم مطالبون برد الدين، في حين أكد موظف أخر أنه رغم التحاق عمال البريد بمناصب عملهم إلا لأن سير عملية سحب الأموال جد بطيء، بسبب الطوابير "أنا هما منذ ساعتين، و لم أسحب راتبي" من جهة أخرى اشتكى زبائن مؤسسة بريد الجزائر من استحالة استخدام آلات السحب الإلكترونية الموجودة داخل أو خارج مباني جميع مراكز البريد الموزعة بولاية بجاية، كمؤكدين أنهم مجندون لخدمة الزبائن في حدود الإمكانيات المتوفرة في الوقت الذي عبر فيه المواطنون، الذين ينتظرون دورهم لسحب الأموال، عن مختلف من حدوث إضرابات في شبكة الأنترنيت أو نقص في الأموال، ما سينعكس سلبيا عليهم و يمدد من عمر معاناتهم. نفس الوضع وقفنا عليه بمركز بريد القصر الذي عرف أيضا طوابير وتدافعا بين المواطنين، من أجل الظفر ببعض الأموال. بعد إضراب لعمال القطاع دام 13 يوما و في هدا السياق اشتكى الوافدون على هذا المركز من حالة الفوضى والتدافع، التي ميزت عملية سحب الأموال، و السبب يعود بحسبهم إلى تخلي الإدارة على نظام العمل بالتذاكر كما كان سابقا، مؤكدين أنه ليس من السهل الوصول إلى شباك السحب.و في دردشة مع بعض عمال البريد، الذين استأنفوا العمل بعد أيام من الإضراب، أكد هؤلاء أنهم طالبوا من حقوقهم الشرعية، و لم يستهدفوا أبدا مصالح المواطنين، مضفين أن عودتهم إلى العمل نابعة من ثقتهم بوعود وزير البريد و التكنولوجيا في التكفل بمطالب العمال مشيرين انهم ينتظرون قرارات ملموسة تنعكس بالإيجاب على حياة عمال البريد.