تشهد معظم مراكز البريد بالجزائر العاصمة خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان و مع اقتراب عيد الفطر المبارك المتزامن و الدخول المدرسي إقبالا كبيرا من طرف المواطنين الذين يتوافدون لسحب مرتباتهم الشهرية التي لن تلبي جل المصاريف التي تنتظر أرباب العائلات البسيطة ،حيث رافقت "النهار" عمال الوظيف العمومي في بعض مراكز البريد والمواصلات و نقلت معاناتهم مع الطوابير الطويلة بالمكاتب و أجهزة التوزيع الآلي أين اشتكوا نقص السيولة النقدية. يتقدم معظم العمال إلى مراكز البريد و المواصلات بالعاصمة لسحب مستحقاتهم المالية المدفوعة مسبقا بسبب عيد الفطر ،و من خلال الاستطلاع الذي أجريناه مع زبائن البريد في الجزائر الوسطى قالوا بأنهم شديدي التذمر بسبب الطابور الطويل داخل المكاتب و أجهزة التوزيع الآلي و اشتكوا من الانتظار الذي اعتبروه مضاعة للوقت و هدر لصحتهم و قضاء أشغالهم ، و قد وصلت الطوابير من المواطنين إلى الأبواب الخارجية للمراكز ، و أشاروا إلى أنهم و عند التوجه من الأجهزة الآلية قصد السحب يلقاهم نفس المشكل و إذ بمجموعات من المواطنين يتزاحمون بالقرب من الجهاز ، يحدث هذا أمام زيادة كبيرة في الإقبال رافقتها زيادة في العمل من قبل موظفي بريد العاصمة حيث عمد الجهات المعنية إلى تخصيص فترة الليل للعمل لتسهيل هذه العملية . البريد المركزي يشهد حركية كبيرة وعماله في حالة تأهب قصوى على غرار المراكز الأخرى في ضواحي العاصمة التي زارتها النهار خلال إعداد هذا الربورتاج وجدنا أن مركز البريد المركزي بالجزائر الوسطى حركية كبيرة في عدد الزبائن المقبلين على سحب المرتبات و الأموال المخزنة للاحتياط ،و قد أعرب جل من التقينا هم إلى أن الضغط شديد دائما مع اقتراب الدخول الاجتماعي و الأعياد ، و فضل آخرون الانسحاب و العودة إلى الديار أو الذهاب إلى قضاء أشغالهم إلى حين أن يخف الضغط في صف الانتظار ، لكن التخفيف لن يكون لان الجميع ينتظر وصول دورهم و عدد التوافد على الشبابيك متواصل . سب ،شتم وسخط كبير ومكاتب البريد تمنع الزوالي من العيد تذمر الكثير من الزبائن في مراكز الابيار ،بن عكنون ،شوفالي ،براقي بسبب الطوابير اللامتناهية أين ترى الجميع يتلفظون بعبارات غضب و استياء على الوضع فهناك من يقول "أف ..أف" و آخرون يستغفرون في حين أن هناك من يسب و يشتم على المشاكل التي يواجهونها في عملية السحب من انعدام للسيولة النقدية و التوقف المؤقت لجهاز التوزيع خاصة عبارة "نأسف عن انقطاع الخدمة" التي تزيد من غضب الزبائن. عمال البريد يهدئون من غضب الزبائن على حساب أنفسهم من جهة أخرى فان عمال بريد الجزائر مجندون ليل نهار لخدمة زبائنهم لكن رغم ذلك فان عددهم في كل يوم يرتفع بسبب عيد الفطر المبارك و الدخول المدرسي ، أين يقومون بتهدئة المواطنين و يحثونهم بتنظيم أنفسهم قصد تسهيل العملية لكلا الطرفين ، و قد تحدث بعض العمال عن تعبهم الشديد خاصة و أنهم لا يرتاحون و لو لدقيقة ،هذا أمام تخصيص مدة بعد الإفطار من العاشرة إلى منتصف الليل لتوفير الخدمات. أمام الضغط الكبير الذي نال من عزيمة الزبائن في الانتظار طويلا لسحب الأوراق النقدية فضل الكثير العودة ليلا إلى مراكز البريد ، تفاديا للتزاحم و التعارك فيما بينهم . نوردين بوفنارة يرفض الرد على المشكل من جهتنا اتصلنا بالمكلف بالإعلام بمؤسسة بريد الجزائر غير انه رفض الرد عن انشغالنا فيما يتعلق بمشكل انعدام السيولة ، وتعطل أجهزة التوزيع الآلي ، مكتفيا برد علينا بان المشكل يستدعي زيارة المدرية العامة لبريد الجزائر ، فيما تبقى مصالح المواطنين معطلة ، في كل مناسبة ، ولا يدفع ثمن ذلك سوى عمال الوظيف العمومي