احتضنت قاعة الحفلات ابن زيدون برياض الفتح بالجزائر العاصمة خلال عشية، أول أمس، حفلا لتكريميا نظمته وزارة الثقافة على شرف عميد الأغنية الأندلسية "الشيح محمد الخزناجي " الذي كرم في حفل بهيج وقد أشرفت على هذه التظاهرة وزيرة الثقافة خليدة تومي التي قدمت باقة من الورود و درع التكريم للفنان الكبير عرفانا له لما قدمه للفن الجزائري . التظاهرة من تنظيم وزارة الثقافة بالتنسيق مع الديوان الوطني لحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة و هو يدخل في إطار سلسلة التكريمات التي خصتها وزارة الثقافة لأعمدة الفن الجزائري و قد حضر الحفل التكريمي نخبة كبيرة لفنانين جزائريين من بينهم عبد القادر شاعو والأستاذ حمدي بناني و غيرهما. كما شارك في الحفل التكريمي نخبة كبيرة من الفنانين الذين قدموا وصلة غنائية جميلة من أغاني حوزية أبدع في تقديمها كل من نصر الدين شاولي و زكية قارة تركي و الفنانة إيمان صهير و كذا لامية ماديني هذه الوصلة الغنائية كانت مرفوقة بالجوق الجهوي للجزائر تحت قيادة الاستاذ مقداد زروق ، للإشارة فان الفنان محمد خزناجي يعتبر الفنان الجزائري محمد خزناجي أحد رموز الموسيقى التقليدية الأندلسية العربية، ولد في 21 ماي 1929 بالقصبة في الجزائر، ترعرع في عائلة عاصمية تتنفس الموسيقي الأندلسية. ونظرا لامتلاكه صوتا جميلا ساحرا، بدأ بتأدية النصوص الدينية من القرآن الكريم، ومن ثم تعلم الموسيقى من معلمه الشيخ عبد الرحمان بن الحسين الذي كان بدوره تلميذا للأستاذ أحمد السبتي. بحلول عام 1946، صنع تميزه بأسلوبه الخاص، وسرعان ما شد اهتمام كبار الموسيقيين والفنانين آنذاك مثل الفنان محمد بن شاوش، مراد بسطانجي، محمد ومحي الدين لكحل الذين يعود لهم الفضل في تعليمه أصول النوبة، كما حصل على فرصة للانضمام إلى الجمعية الموسيقية ” الحياة ” مع السيد عبد الرحمان بن الحسين الذي تعلم منه الكثير، ونهل منه القواعد الأساسية وأسرار المدارس الموسيقية خاصة مدرسة الصنعة ، وقد كان ضمن الأوركسترا الكبيرة تحت قيادة الشيخ محمد فخارجي، ثم تحول للعزف والغناء المنفرد، حيث استطاع أن يبرز إمكانيات صوتية ومهارة عالية في الآداء خاصة ما يسمى في النوع الأندلسي (التقليدية)، مما مكّنه من الحصول على الجائزة الثانية لأكاديمية الجزائر في العام 1953. كما تعاون مع معظم الفنانين الموهوبين والمشهورين، ليصبح معلما في جمعية ” الفن والأدب ” حتى سنة 1975، أين تم تعيينه مدرسا في معهد الموسيقى بالجزائر. غنى محمد خزناجي في المهرجانات الثقافية في تونسوالجزائر والولايات المتحدةالأمريكية، إيطاليا فرنسا، المغرب، هولندا،… قبل إنشاء مجموعته الخاصة، “أوركسترا خزناجي”، والتي معها أصدر بعض الألبومات مثل “محمد خزناجي”، “أندلوسين ميوسيك فوليوم2″. صوت وآداء رائعين لفنان مبدع هو مرآة للأصالة و التراث الأندلسي الراقي، كيف لا وهو من جال بنا عبر ثنايا طبوع الزيدان بين المصدر والاستخبار و انصرا فات والبطايحي والخلاصات، التي أثرت خزانة الموسيقى الجزائرية الأصيلة