يمر اليوم 30 سنة على ذكرى وفاة الراحل كاتب ياسين ، الرجل الذي كشف المخزون الأدبي الجزائري للعالم وجدد المسرح الشعبي الموجه لكل الجزائريين دون تمييز مهما كان سنهم او مستواهم التعليمي، لهذا أرادا “ركن عين على كتاب” أن يسفر بكم إلى سنة 1956 اين أصدر الكاتب راويته الخالدة المعروفة بعنوان ” نجمة” ، برغم مرور 63 سنة من نشرها لا تزال هذه الأخيرة حاضرة بين الأجيال. ” نجمة ” هي الرواية التي يقول عنها كاتب ياسين : هل ماتت روحها الجزائرية لأنني كتبتها بالفرنسية ، و ترتبط هذه الرواية بسيرة حياة كاتب ياسين والتي جعلت اسمه يلمع في عالم الأدب فكانت أروع ما كتب ، حيث تحكي قصة أربعة شبان يقعون في حب نجمة ، ابنة جزائرية وفرنسية ، خلال فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر ،كما تجري معظم الأحداث الرواية في المنطقة المحيطة قسنطينة وعنابة . ولكن من هي “نجمة” التي حركت ريشة الكاتب ؟ هي امرأة غامضة لا يكاد أحد يعرف عنها شيئاً، ولكن من حولها يحوم بحث ورغبات عدد من الرجال: مراد، الأخضر، مصطفى ورشيد. أما هي فتبدو على الدوام غير مبالية كثيراً بما يحدث لها. وربما لأنها تحمل في علبة المسحوق الخاصة بها صورة جندي فرنسي لن نعرف أبداً علاقتها به. ونجمة التي تعبر الأيام بفتنتها ولا مبالاتها، سينتهي بها الأمر سجينة تحت رقابة زنجي عينته القبيلة حارساً. غير أن نجمة، حتى في صمتها الأسطوري، تبدو أكثر حضوراً من الشخصيات الأخرى كلها، إذ بعد كل شيء هي التي تحدد، بنظرة الآخرين إليها، وعدم اهتمامها هي بالنظر إلى الآخرين. و للإشارة ولد كاتب ياسين بدائرة زيغود يوسف ولاية قسنطينة في 6 أوت 1929،و هو من مشاركين في مظاهرات 8 ماي 1945، قبض عليه بعد 5 خمسة أيام ببوقاعة فسجن وعمره لا يتجاوز 16 سنة، وكان لذلك أبعد الأثر في كتاباته، بعدها بعام فقط نشر مجموعته الشعرية الأولى “مناجاة”. دخل عالم الصحافة عام 1948 فنشر بجريدة الجزائر الجمهورية (ألجي ريبيبليكان) التي أسسها رفقة ألبير كامو، وبعد أن انضم إلى الحزب الشيوعي الجزائري قام برحلة إلى الاتحاد السوفياتي ثم إلى فرنسا عام 1951. قبل وفاته تقلد عدة مناصب، منها منصب مدير المسرح بسيدي بلعباس.نجى من محاولة اغتيال في تيزي وزو في 1987 ، و توفي كاتب ياسين في 28 أكتوبر1989 بمدينة غرونوبل الفرنسبة عن عمر يناهز 60 سنة بسرطان الدم نقل جثمانه ودفن في الجزائر يوم أول نوفمبر 1989.