دعا الرئيس العراقي، برهم صالح، اليوم، الكتل السياسية للتعاون من أجل تسمية المكلف برئاسة مجلس الوزراء، مؤكدا على تشكيل حكومة جديدة “ضمن المدد والسياقات الدستورية تتكفل بحل المشكلات”. وقال صالح، في بيان صدر بمناسبة الذكرى السنوية لتحرير العراق من تنظيم “داعش” الإرهابي “ونحن نستحضر الذكرى السنوية لإزاحة ذلك الظلام الذي جاء به وحوش العصر، فلم يهدأ لكم بال في العمل والقتال والتضحية والبطولة طيلة سنوات المجد حتى تكللت تضحياتكم بالنصر الذي سيظل يفخر بها شعبكم وأجياله القادمة. لقد حميتم شعبكم وحميتم معه الإنسانية كلها من دنس الأشرار”. وبوقت سابق، دعت أطراف عراقية إلى مظاهرات حاشدة في بغداد بمشاركة محتجين من محافظات أخرى تنديدا بقتل الناشطين، من جانبها اتخذت السلطات الأمنية إجراءات مشددة بمختلف أرجاء العاصمة، وحذر الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي من تلك الدعوات. وأطلق ناشطون دعوات للتظاهر في بغداد وللاستعداد لدخول المنطقة الخضراء، بالمقابل حث عدد آخر من الناشطين المتظاهرين على عدم الاستماع إلى هذه الدعوات، وطالبوا بالاكتفاء بالتظاهر في ساحة التحرير، وعدم الانجرار إلى ما وصفوه محاولة إعطاء حجة للقوات الأمنية لمهاجمة المتظاهرين، وإنهاء الاحتجاجات تحت أي مبرر. وقالت مصادر إن مناطق وسط بغداد، لاسيما محيط المنطقة الخضراء التي تضم مقار الحكومة والبرلمان وعددا من السفارات، تشهد انتشارا أمنيا كبيرا. وأضافت أن قوات أمنية نصبت عددا من نقاط التفتيش التي تم تكن موجودة من قبل. وصرح أحمد خلف الضابط بشرطة العاصمة برتبة نقيب وكالة الأناضول أن قيادة عميات بغداد (الجيش) فرضت إجراءات أمنية مشددة بالعاصمة ولا سيما قرب مناطق الاحتجاجات في ساحتي التحرير والخلاني والمناطق المحيطة بهما. من جهة أخرى، قال الخزعلي الذي يتزعم عصائب أهل الحق، وهي إحدى فصائل الحشد الشعبي، إن الغاية من الدعوة إلى مظاهرات اليوم “إيقاع أكبر عدد ممكن من القتلى، وإحداث فوضى عارمة” في بغداد. وأضاف الخزعلي في كلمة أمام تجمع شبابي أمس، أن ما يحدث “مخطط يراد منه حرق مؤسسات البلاد وزعزعة الوضع الأمني”. وتواجه فصائل الحشد -خاصة المقربة من إيران- اتهامات بقمع الاحتجاجات الشعبية المناوئة للحكومة، عبر مسلحين ملثمين وقناصة يطلقون النار على المحتجين في أرجاء البلاد. ووجه كثير من المتظاهرين أصابع الاتهام لمسلحي الحشد بالوقوف وراء الهجوم الذي استهدف المتظاهرين الجمعة وقتل خلاله 25 متظاهرا، في الحادث الذي يعرف باسم “مجزرة الخلاني” وهي اتهامات ينفيها الحشد.