انتزع اليوم، الجيش السوري بلدات “ميزناز” و”كفر حلب” جنوب شرق مدينة الأتارب قاطعا بذلك الطريق السريع (60) الواصل بين مدينتي إدلب وحلب في عملية نوعية مفاجأة. وقال مصدر محلي في ريف حلب إن وحدات من الجيش العربي السوري العاملة على محور “العيس”، انعطفت بشكل مفاجئ نحو عمق مناطق سيطرة “جبهة النصرة”، ذراع تنظيم القاعدة في بلاد الشام، وحلفائه، عند أقصى ريف حلب الجنوبي الغربي المتاخم لريف إدلب الشمالي. وبين المصدر أن العملية المفاجئة أسفرت حتى الآن عن سيطرة الجيش السوري على بلدات “قناطر” و”تل جزرايا” غربا، قبل أن تتمدد ظهر أمس نحو بلدات “ميزناز” و”كفر حلب” وتسيطر عليهما بالإضافة إلى “تلة كفر حلب” الإستراتيجية. من جهة أخرى، قتل عشرون مدنيا على الأقل أمس، في شمال غربي سوريا حيث باتت قوات النظام على وشك السيطرة على الطريق الدولي حلب-دمشق، في وقت يدفع فيه الجيش التركي بتعزيزات عسكرية جديدة إلى داخل الأراضي السورية، ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المرصد السوري لحقوق الإنسان قوله إن 14 مدنيا قتلوا في غارات روسية، بينهم 9 في قرية كفر نوران بريف حلب الغربي. وقتل 5 مدنيين آخرين في غارات جوية للنظام، 4 منهم إثر سقوط براميل متفجرة على بلدة الأتارب غرب حلب، كما قتل مدني في قصف مدفعي على مدينة جسر الشغور جنوب محافظة إدلب. وأفاد مصدر إعلامي بأن قصف قوات النظام السوري وروسيا على مدن وبلدات أرياف حلب خلّف 30 جريحا أيضا. وأشار المصدر إلى أن القصف تزامن مع اشتباكات بين قوات المعارضة المسلحة وقوات النظام التي تحاول التقدم على جبهات حلب الجديدة والزربة وإيكاردا ومواقع أخرى في ريفي حلب الغربي والجنوبي. وفي هذه الأثناء، قال الناطق باسم قوات النظام علي ميهوب إن محاولات الدول “الداعمة للإرهاب” لن تفلح في الحد من انهيار “التنظيمات الإرهابية”، موضحا أن قواته سيطرت على مساحة تتجاوز 600 كلم2 تضم بلدات وقرى وتلالا إستراتيجية في ريفي إدلب الشرقي وحلب الجنوبي. وفي سياق متصل، قام عناصر من قوات النظام بهدم وحرق مقابر المدنيين في مناطق استولوا عليها مؤخرا بمحافظة إدلب، وصوروا ممارساتهم تلك في مقاطع نشروها على حساباتهم في شبكات التواصل الاجتماعي. وتظهر المقاطع المصورة عناصر تابعة لقوات النظام يهدمون القبور في قرية خان السبل التي سيطروا عليها بعد تهجير سكانها. وفي سياق التعزيزات التركية، أفاد مصدر إعلامي على حدود تركيا بأن أنقرة استقدمت مزيدا من قواتها العسكرية إلى مواقعها في إدلب. وقد عبرت قوافل ضخمة من المركبات العسكرية التركية التي تحمل الدبابات وناقلات الجنود المدرعة وجرافات وآليات البناء المصفحة إلى نقاط المراقبة التركية البالغة 12 نقطة في منطقة إدلب السورية، وسط إجراءات أمنية واسعة. من جهة أخرى، قتل 6 أشخاص، أمس، في انفجار سيارة مفخخة بمدينة عفرين بمحافظة حلب شمال غربي سوريا. وأفاد مصدر بالإدارة المحلية، ب “مقتل 6 أشخاص وإصابة 11 آخرين، أحدهم في حالة خطيرة، في انفجار سيارة مفخخة على طريق راجو بمركز مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي”.