عاد الهدوء الحذر صباح اليوم، إلى إدلب شمالي غربي سوريا إثر بدء التهدئة المتفق عليها بين روسياوتركيا منتصف ليلة الخميس إلى الجمعة، على الرغم من خرق النظام السوري الاتفاق، كما أعلنت تركيا أنها قتلت 21 عنصرا من قوات النظام انتقاما لمقتل جندي تركي أمس. ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب حيز التنفيذ منتصف الليل بالتوقيت المحلي، بعد قمة جمعت الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان أمس في موسكو. وشدد الجانبان على وحدة الأراضي السورية، وعلى ألا حل عسكريا للنزاع هناك، إضافة إلى أهمية منع تدهور الأوضاع الإنسانية، كما أشار أردوغان إلى ضرورة أخذ مسار جنيف في الحسبان، مؤكدا احتفاظ بلاده بحق الرد على أي اعتداء من النظام. وأفاد مصدر إعلامي بأن قوات النظام قصفت في اللحظات الأولى لبدء تنفيذ الاتفاق بلدات في ريفي إدلب الجنوبي وحلب الغربي. وقال شهود إن المنطقة لم تشهد سوى إطلاق نيران من المدافع الآلية وقذائف الهاون والمدفعية من قوات النظام والفصائل الإيرانية على بعض الخطوط الأمامية في محافظتي حلب وإدلب. من جانبها، قالت وزارة الدفاع التركية فجر أمس، إنها قتلت 21 فردا من القوات التابعة للنظام السوري، بعد مقتل جندي من الجيش التركي في منطقة عملية “درع الربيع” بمحافظة إدلب، عندما أطلقت قوات النظام نيرانها ضد القوات التركية قبيل إعلان الاتفاق التركي الروسي. وأضافت الوزارة في بيان أنه تم تدمير مدفعين وراجمتي صواريخ لقوات النظام السوري، وتابع البيان “لم يذهب دم شهيدنا هدرًا، وتم الرد على الفور انتقامًا له”. وأعربت مصادر في المعارضة عن شكوكها في استمرار التهدئة لأنها لا تلبي مطلبا تركيا رئيسيا بأن تنسحب قوات النظام إلى حدود اتفاق سوتشي، حيث كان من المفترض إنشاء منطقة آمنة يمكن للملايين من النازحين أن يحتموا فيها. وينص الاتفاق على إنشاء “ممر آمن” بمسافة ستة كيلومترات من جانبي الطريق الدولي “أم 4″، مما يعني ضمنيا منطقة عازلة بطول 12 كيلومترا، على أن تحدد تفاصيل هذه المنطقة بعد مفاوضات بين أنقرةوموسكو في غضون سبعة أيام. وقبل إعلان الاتفاق، أفاد مصدر إعلامي بأن 16 مدنيا قتلوا وأصيب آخرون بجروح خطيرة نتيجة غارات جوية روسية استهدفت مركزا يؤوي نازحين قرب مدينة معرّة مصرين في ريف إدلب الشمالي، كما قتلت امرأة في قصف مدفعي لقوات النظام استهدف مدينة دارة عزة بريف حلب.