تشهد ولاية وهران منذ بداية الحجر الجزئي على الولاية، عمليات تضامنية كبيرة ومساعدات وتحركا كثيفا للجمعيات في مختلف تخصصاتها الاجتماعية والرياضية والثقافية، حيث لم تنحصر عمليات التضامن على الجمعيات المعروفة في المجال التضامني منذ سنوات. من المبادرات الهامة التي تصنع الحدث هذه الأيام، قيام عدة جمعيات بخياطة الكمامات والملابس الصحية لصالح المؤسسات الاستشفائية، من خلال الاستعانة بحرفيين لهم خبرة في المجال بعد توفير المادة الأولية الخاصة بالخياطة. وقد قامت مجموعة “أهل الخير” الناشطة في المجال التطوعي، بخياطة 500 كمامات معقمة وتوزيعها على المؤسسة الاستشفائية الجامعية “الدكتور بن زرجب” بوهران، حيث لقيت العملية استحسان الطاقم الطبي الذي لا زال ينوه بمبادرات الجمعيات، على أن يتم الشروع في عمليات خياطة ثانية للكمامات الصحية وتوزيعها. كما تعرف عمليات التضامن، تقديم وجبات ساخنة لصالح عمال القطاع الصحي وعمال النظافة والتطهير التابعيين للبلديات. وهي المبادرة التي تعرف توسعا بولاية وهران، وتعد جمعية “الشباب المثقف” من الجمعيات المبادرة للعملية، حيث تقوم الجمعية التي تتكون من شباب متطوعين بتوفير وجبات ساخنة لعمال القطاع، بالتنسيق مع مصالح الصحة بولاية وهران، للمساهمة في العمليات التضامنية، خاصة مع الأطقم الطبية التي تبقى في قاعات الحجر الصحي رفقة المرضى، وتقوم الجمعية بتوفير الوجبات الساخنة وفق المعايير وتوصيات المصالح الصحية للمساهمة في التقليل من حجم الضغط الواقع على الأطقم الطبية خلال هذه الفترة العصيبة. نفس العمل شرعت فيه جمعية “لالة القلب المفتوح”، التي تنظم زيارات للمرضى بالمستشفيات، إلى جانب تقديم وجبات ساخنة وحملات تطوع ومساعدة واسعة، من خلال مشاركة أفرادها في جل العمليات التطوعية. من جانبها، قامت جمعية “راديوز” الناشطة في المجال الرياضي والتضامني بعدة مبادرات، وتقديم مساعدات لسكان مناطق الظل عبر عدة مواقع بولاية وهران، حيث قام أعضاؤها بتوزيع المعونات على العائلات الفقيرة ومحدودة الدخل، وأكدت الجمعية، في هذا الشأن، على مواصلة العمليات التضامنية والوصول إلى أقصى المناطق المعزولة، في وقت أعلنت الجمعية، رفقة عدد من الرياضيين المعروفين، بتقديم مساهمات مالية لصالح الحساب الجاري الخاص بالتضامن الوطني لمكافحة وباء “كورونا”. كما قام مجلس “سبل الخيرات” التابع لمديرية الشؤون الدينية، وضمن نشاطها المتواصل، بتوزيع 2000 قفة لصالح العائلات المتضررة من إجراءات الحجر الصحي. وهي العملية التي سبقتها عملية تضامنية، تمثلت في توزيع 1200 مصحف على المواطنين الذين كانوا موجودين بالحجر الصحي في الفنادق، في وقت كانت مديرية الشؤون الدينية قد قامت بعشرات الحملات التحسيسية لصالح المواطنين، وحثهم على البقاء في المنازل واحترام الإجراءات. من جانبه، قام الاتحاد الولائي للجمعيات الدينية المسجدية لولاية وهران، بتوزيع مواد التنظيف والتعقيم وتنظيف بعض المساجد، إلى جانب توزيع معونات غذائية للمتضررين من الحجر، وتوزيع الأدوية على بعض المرضى المزمنين، ممن لم يتمكنوا من التنقل، كما قام الاتحاد بتنظيم عمليات تنظيف وتطهير للمحيط بعدة أحياء، وتوزيع مطويات حول الالتزام بالإجراءات الوقائية. في المجال الثقافي، قامت مؤسسة التسلية والألعاب “تيتان” في وهران، بتقديم عروض للبهلوان ومسرح الشارع، بمشاركة فنانين يقدمون عروضا مسرحية بمكبرات الصوت في الشارع، للوصول إلى الأطفال مباشرة داخل المنازل، والتخفيف من ظروف الحجر المنزلي وحثهم على البقاء في البيت. لقيت المبادرة استحسان المواطنين، خاصة أن مواضيع العروض صبت حول الحملات التحسيسية ومحاربة وباء “كورونا”، عن طرق تقديم رسائل هادفة للأطفال، تطالبهم بالبقاء في المنازل، وغسل اليدين وتجنب الخروج إلى الشارع للحفاظ على صحتهم وصحة عائلاتهم.