أسقط مجلس النواب التونسي “البرلمان” مشروع لائحة برلمانية تطالب فرنسا بتقديم اعتذار رسمي لتونس عن جرائمها في مرحلة الاستعمار المباشر وما بعدها تقدم بها حزب ائتلاف الكرامة وأثارت جدلا حادا بين النواب. جاء ذلك خلال جلسة عامة انطلقت صباح أمس، وتواصلت إلى ساعة مبكرة من فجر اليوم، وامتدت لأكثر من 16 ساعة من النقاشات بشأن اللائحة (بيان سياسي باسم المجلس). وقد شهدت عملية التصويت موافقة 77 نائبا على اللائحة، واحتفاظ 46 نائبا بأصواتهم، واعتراض خمسة آخرين (128 نائبا شاركوا في عملية التصويت من أصل 217). وشهدت الجلسة العامة جدلا حادا بين النواب بالنظر إلى أن موضوع اللائحة خلافي بين أغلب الكتل النيابية، سواء المعارضة منها أو تلك المكونة للائتلاف الحكومي. وعند انطلاق الجلسة البرلمانية انقسم النواب بين مؤيد للطلب ورافض له. واعتبرت رئيسة الحزب الدستوري الحر المناهض للإسلاميين عبير موسى في مداخلة أن “الطلبات الموجهة في صلب هذه اللائحة مباشرة من البرلمان التونسي إلى الدولة الفرنسية مخالفة للقانون، لأن هناك الأعراف والبروتوكولات الدبلوماسية، ورئيس الجمهورية هو المكلف برسم السياسيات الخارجية وفقا للدستور”. في المقابل، ساند الطلب النائب الذي يقدم نفسه مستقلا وتم انتخابه سابقا عن ائتلاف الكرامة رضاء الجوادي، وقال “ما فعلته فرنسا بنا هو احتلال”. وأضاف أن “المراكز الثقافية المشبوهة للاحتلال الفرنسي أخطر من القواعد العسكرية، إنها قواعد للغزو الثقافي تمارس تدميرا للأخلاق والقيم”.