احتفت الشرطة الجزائرية ومعها الشعب الجزائري هذا الأسبوع بعيدها الوطني، ففي الثاني والعشرين من هذا الشهر (جويلية) تكون قد مرت على تأسيس الشرطة الجزائرية 58 سنة، وفي هذه الوقفة السنوية يجدر التوقف وقفة التنويه والعرفان بما أنجزته هذه المؤسسة الوطنية الأمنية خدمة للشعب الجزائري وللوطن المفدى. إنه ليحق لبناتها وأبنائها من إطاراتها الضباط من مختلف المستويات ومن الأعوان والمنتسبين أن يعتزوا بالمكاسب المحققة التي يشهد عليها أداء الشرطة الجزائرية اليوم، حيث أضحت نموذجا في الاحترافية العالية المشهود لها بالتجربة والخبرة في محيطنا الجهوي وفي العالم. لقد بلغت الشرطة الجزائرية هذه المكانة المرموقة بفضل التضحيات المضنية، والجهود الوطنية المخلصة التي بذلها بنات وأبناء جهاز الشرطة، وبفضل الرصيد الذي أحرزه على مدار السنوات الماضية وساهم في قوته وفعاليته الميدانية التمازج بين خبرة الإطارات وحيوية الشباب المُقْدم على الالتحاق بصفوف الشرطة والاعتداد بزِّيها الرسمي، وبالتزامها الوطني وانضباطها المهني. واليوم ونحن نحتفي بالذكرى الثامنة والخمسين لتأسيس الشرطة الجزائرية، نتذكر بكل تقدير وعرفان أولئك الذين دفعوا حياتهم في سبيل الواجب الوطني، وننحني أمام أرواحهم، رحمة الله عليهم، وأولئك الذين قضوا سنوات من حياتهم في أحضان أسرة الشرطة، ويخلدون اليوم بكل استحقاق للتقاعد المشرف. نحيي في هذه المناسبة النساء والرجال الساهرين على أمن الأفراد والممتلكات ليل نهار، ونشيد بما يَتحلَّون به من نجاعة واحترافية في الميدان لتطبيق قوانين الجمهورية والحفاظ على الأمن العام خدمة لراحة وطمأنينة المواطنات والمواطنين. وفي هذا الظرف بالذات أشد على أيديهم وهم يبذلون جهودا مضاعفة، نقدّر مشاقَّها وصعوباتها والجزائر تواجه وباء كورونا كوفيد 19، أشدُّ على أيدي الجميع مدركا للمعاناة والتضحيات المتواصلة التي تُبعد بنات وأبناء الشرطة عن الأهل والأسرة في هذه الأيام الاستثنائية الصعبة. إن المهام النبيلة الملقاة على عاتق جهاز الشرطة تملي علينا إلى جانب التقدير والعرفان، السعي الدائم لتوفير المناخ والتحفيزات المساعدة على ترقيته، وتعزيز قدراته الميدانية، ومن واجب السلطات العمومية أن تظل سندًا داعمًا ودافعًا إلى المزيد من الفعالية والاحترافية المواكبة للعصر والقادرة على التصدي للجريمة، وردع كل الانحرافات والآفات، وبسط السكينة والشعور بالأمان في أوساط المجتمع. هنيئًا للشرطة الجزائرية، هنيئًا للشعب الجزائري ما أحرزته من مكاسب وقدرات تدعو إلى الفخر ونحن نحيي معكم هذا اليوم المبارك.