يدخل سباق الرئاسيات الأمريكية مرحلته الأخيرة، في ضوء تسارع زخم حملات المرشحين، الجمهوري دونالد ترامب، الذي يطمح للفوز بفترة ثانية، ومنافسه الديمقراطي جو بايدن، وتزايد اعتمادها على منصات التواصل الاجتماعي كأدوات سياسية .
وتوجه المرشحان منذ أمس الأحد إلى ولايات تعد حاسمة في المعركة الانتخابية، في مسعى إلى استمالة المشاركين في التصويت المبكر لاسيما منهم المترددين ، قبل إجراء أخر مناظرة بينهما، الخميس المقبل. واستأنف بذلك ترامب، حملته بمظاهرة انتخابية في نيفادا بعد نحو أسبوعين من تشخيص إصابته بفيروس كورونا، في محاولة لتعبئة الدعم في ولاية تظهر استطلاعات الرأي تقدم منافسه الديمقراطي بايدن بها، وهي ولاية مهمة أدلى فيها مائة ألف ناخب بأصواتهم بالفعل، وفقا لبيانات الولاية . كما سيتوجه إلى أريزونا ونورث كارولاينا، حسبما قال المتحدث باسم حملته تيم ميرتو. وكان قد انتقل أول أمس السبت في اطار حملته إلى ميشيغان وويسكونسن، وهما ولايتان فاز فيهما بفارق ضئيل في انتخابات 2016. من جانبه، توجه بايدن الذي يريد استعادة البيت الأبيض للديمقراطيين، إلى نورث كارولاينا، التي أدلى فيها 1.2 مليون ناخب بأصواتهم وفقا لبيانات الولاية. ويواصل المتنافسان على البيت الأبيض، في تبادل انتقادات حادة حيث يدافع ترامب عن تعامل إدارته مع أزمة كورونا، بينما ينتقده بايدن بالفشل في التعامل مع الجائحة . ووفقا لبيانات موقع مشروع الانتخابات الأمريكية، فقد أدلى 25.83 مليون شخص بالفعل بأصواتهم في الاقتراع. ويرجع السبب في الإقبال على التصويت المبكر إلى مخاوف ترتبط بظروف الجائحة التي أدت الى مقتل أكثر من 218 ألف أمريكي واصابة 8.1 مليون آخرين. وتفيد بيانات الموقع ، بان 8 ملايين ديمقراطي أدلوا بأصواتهم من إجمالي 10.6 مليون ناخب بأصواتهم عن طريق البريد. فيما سبق أن ألمح ترامب إلى أنه "قد لا يقبل بصحتها". وحشد كل من الجمهوريين والديموقراطيين فرقا قانونية كبيرة لمرحلة ما بعد التصويت. من جهة أخرى، أثار موقف ترامب الرافض لنتائج الاستحقاق في حال خسارته، "موجة غضب"، ومخاوف من أنه "قد يقوّض النظام الديموقراطي الأمريكي" من خلال تمسكه بالسلطة، فيما حذر محللون سياسيون من "فترة من الفوضى القانونية والسياسية". وقال ترامب ، عندما سُئل عما إذا كان "سيدعم انتقالاً سلمياً للسلطة" ، "سوف نرى ما سيحدث" بذريعة أن الديموقراطيين "سيستولون على عشرات الملايين من بطاقات الاقتراع المرسلة بالبريد لتزوير نتائج التصويت". وأوضح مشروع "ترانزيشن إنتيغريتي بروجيكت" الذي- يضم مجموعة من الأكاديميين والمسؤولين الحكوميين السابقين الذين يدرسون المشكلات المحتملة التي ستتخلل انتخابات عام 2020 – أنه "من المرجح أن الفائز لن يكون معروفاً ليلة الانتخابات" . وأضافت المجموعة -التي تضم أعضاء ديموقراطيين وجمهوريين- أنها تتوقع فترة من "الفوضى القانونية والسياسية" يمكن استغلالها من قبل الأحزاب. وفي حال لم يفز بايدن، في الانتخابات بأغلبية ساحقة، يتوقع هؤلاء ، أن يستغل ترامب أي التباس أو قوانين إضافة إلى سلطته الرئاسية، ل"تأكيد انتصاره" وبالتالي "رفض ترك منصبه". خبراء المشروع قالوا "هناك احتمال أن يحاول الرئيس إقناع المجالس التشريعية أو المحافظين باتخاذ إجراءات، لتحدي التصويت الشعبي". وأضافوا أنه إذا نظمت "حملة حازمة في هذا الصدد، فسيكون لديها الفرصة لإعادة الانتخابات في يناير 2021". ولجأ زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل الذي يمكن لهيئته عزل ترامب إذا رفض التنحي، الى طمأنة الناخبين حيث كتب على تويتر "سيتم تنصيب الفائز في انتخابات الثالث من نوفمبر في 20 يناير، وسيكون هناك انتقال منظم تماما كما كان الحال كل أربع سنوات منذ عام 1792″، في إشارة إلي الدفاع عن نظام الحكم الدستوري. وتستخدم حملات المرشحين، منصات التواصل الاجتماعي، بشكل متزايد . هذا وتتعرض منصات التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك وتويتر وإنستغرام ويوتيوب، لانتقادات لا تتوقف من حملتي المرشحين اللذين اتهموها ب"الفشل في وقف انتشار المعلومات المضللة والمؤامرات والإعلانات المليئة بالكذب". ويتخوف بايدن وفريقه من إمكانية استغلال تطبيق فيسبوك "المتساهل" خلال هذا الاستحقاق الرئاسي. وحثت حملته بأكثر من مناسبة، على وقف انتشار المعلومات الخاطئة التي يمكن استخدامها لتقويض الانتخابات. ويخضع كل من تويتر وفيسبوك لتدقيق شديد في الفترة التي تسبق الانتخابات، وقد أعلنا عن "سياسات منقحة للتعامل مع المعلومات المضللة على منصتيهما". و قال موقع "تويتر" إنه لن يسمح لأي من مستخدميه – بما في ذلك المرشحين في الانتخابات الأمريكية المقبلة- ب"استباق النتائج المؤكدة أو الموثوق في مصدرها وإعلان فوز سابق لأوانه بالسباق الانتخابي عبر منصته". وتأتي هذه الخطوة في أعقاب قرار مماثل من فيسبوك الشهر الماضي. وأكد موقع تويتر إنه سيحذف أيضاً أي تغريدات تحرّض على التدخل في نتائج الانتخابات "مثل القيام بأعمال عنف". وقال أنه "بموجب هذه السياسة سيصنف التغريدات التي تدعي زوراً فوز أي مرشح وسيزيل التغريدات التي تشجع على العنف أو تدعو الناس للتدخل في نتائج الانتخابات أو في عملية التصويت في أماكن الاقتراع".