أصبحت البيوت الجزائرية في السنوات الأخيرة تعتمد اعتمادا كليا على المخابز في تلبية احتياجاتها من الخبز ،في حين عزفت النساء الجزائريات عن إعداد المطلوع أو ما يسمى بالكسرى،هي ظاهرة اجتماعية باتت تؤرق كل من يشتهي و يحب المطلوع، جريدة الاتحاد تجولت في شوارع العاصمة لتتعرف أكثر عن الظاهرة و لتستطلع أراء كل من الجنسين الرجل والمرأة. الجنس اللطيف يحب" المطلوع"..و لكن؟ رغم أن الكثير من النساء الجزائريات اللاتي التقينهن في شارع العاصمة يحببن المطلوع إلا أن ظروف العمل والدراسة منعتهن من أعداده ومن بينهن صادفنا" ايمان" موظفة من العاصمة تقول حول هذا الموضوع "النساء اليوم ميعجنوش،بسبب العمل و الدراسة،و انأ واحدة منهم معنديش الوقت لاعداد المطلوع ،بصح نشريه كل يوم". المطلوع.. في شهر رمضان لازم و المعلمة أحلام بالقبة رأت أن المطلوع من بين الأكلات المميزة عند الجزائريين ولكن أصبحت النساء الجزائريات لا تهتم به،لأنها تقضي معظم وقتها خارج البيت،انأ شخصيا نحب المطلوع خاصة في شهر رمضان لازم أكون. المطلوع ..سهل تحضيره أكدت لنا الخالة نوارة ببئر خادم و هي في العقد الخامس من العمر إن المطلوع صحي و سهل تحضيره،فهي بدأت إعداده منذ سن الخامس عشر إلى حد الآن، وقالت أنها لم ولن تمل أعداده،و هي تقوم الآن بتعليم البنات بدون مقابل حفاظا على الاستمتاع ببنة المطلوع. الرجال و المطلوع رغم تنوع المخابز بمختلف الألوان والأنواع إلا أن المطلوع واحد من بين ا لماكولات التي يحبها الرجال و من بينهم فؤاد من العاصمة ذو أصل قبائلي"منذ صغري و أنا أتناول المطلوع،أجد فيه بنة مميزة،و حسب رايي انه لازم كل فتاة تقبل على الزواج تتقن إعداده". زوجتي المستقبلية..تتقن المطلوع أما نور الدين من البليدة يقول أن علاقته مع المطلوع بدأت منذ الصغر،فهو أكلة تقليدية مميزة على النساء الجزائريات الحفاظ عليها،فانا اشترط على زوجتي المستقبلية إتقانه اتقانا جيدا و أرى أن لا علاقة بين العمل و الدراسة و بين تعلم المرأة لأشغال البيت. نظرة اجتماعية أخصائيون اجتماعيون يرون أن عزوف الفتيات عن العجين و الأعمال المنزلية بصفة عامة ترجع أسبابها إلى ولوج المرأة في عالم الشغل و تأثير أوقات العمل و الدراسة فيهن، بالإضافة إلى أن المرأة أصبحت تعمل وتنفق في المنزل كما يفعل الرجل، وبالتالي لم يعد لها متسع من الوقت لدخول المطبخ و تعلم الأكلات التقليدية وفي هذا الصدد، يشدد الباحثين الاجتماعيين على تأثير ظاهرة العزوف عن الطبخ على استقرار الأسرة وصحة الأطفال، بعدما أصبحت وجبات المطاعم أساسية في المنزل، وباتت الخادمة مسئولة عن إدارة البيت والطبخ وتربية الأطفال والعناية بهم. كما يرى أن بعض الأمهات تأخذهن الرحمة ببناتهن فيرفضن دخولهن المطبخ لتعلم العجين ويفضلن أن تشغل البنت وقتها بالدراسة، داعيا الأمهات إلى تعليم بناتهن طهو وإعدادهن للحياة الزوجية مهما بلغت حجم مسئولياتهن خارج البيت.